الاعداد السابقة
|
درس الكاتب قطعتين من المنسوجات الإسلامية إحداهما قطعة باسم الخليفة العباسي المستكفي بالله نسجت في مصر بأمر الوزير سليمان بن الحسن، والأخرى من نسيج الوصايل اليمنية باسم الخليفة العباسي المعتمد على الله صنعت في صنعاء، وستهدف وصف مادتهما وصنعهما وزخرفتهما والدلالات المستفادة من دراستهما. وقد رجع لكتب التاريخ والآثار والفنون الإسلامية ذات العلاقة. وقد بدأ بوصف القطعة الأولى؛ حيث أنها مزخرفة بالحرير الأحمر، وتنقسم زخرفة القطعة إلى ثلاثة أقسام، اشتمل القسم العلوي منها على سطرين متعاكسين من الكتابة الكوفية باللون الأحمر على أرضية باللون الأصفر، وأما القسم الأوسط فهو بقايا شريط زخرفي فيه دوائر مكررة باللون الأزرق، بداخل كل منها زخرفة هندسية محورة ومتجاورة على أرضية باللون الأصفر، والشريط محدد بالحرير الأحمر والأخضر، أما القسم السفلي فهو شريط ضيق باللون الأحمر خالٍ من الزخرفة، وتبتدئ الكتابة الكوفية بالبسملة الكاملة ثم شهادة التوحيد، ثم الصلاة على سيدنا محمد، وعبارات دعاء للإمام المستكفي بالله أمير المؤمنين وهو أبو القاسم عبدالله بن المكتفي بالله بن المعتضد بالله أبي عبدالله العباس أحمد بن أحمد الموفق بن المتوكل على الله، الذي بويع بالخلافة العباسية يوم خلع الخليفة المتقي في العشرين من صفر سنة 333هـ، الموافق للعاشر من أكتوبر سنة 944م، وينفرد السطر السفلي باشتماله على اسم الوزير أبي القاسم سليمان بن الحسن بن مخلد، وقد بيّن الكاتب الأهمية التاريخية للقطعة المدروسة. أما القطعة الثانية فهي من نسيج القطن المصبوغ من السداة المعروف بالوصايل، وعليها اسم الخليفة العباسي المعتمد على الله، وينتمي إلى طراز صنعاء، وكان ولاة اليمن الذين يعينهم الخلفاء في بغداد يشجعون صناعة النسيج حتى انفردت اليمن بطراز فني مميز وهو الوصايل، والقطعة المدروسة عليها شريط من الكتابة الكوفية المطرزة بخيط أبيض نصها: بسم الله لا إله إلا الله نعمة من الله لعبدالله أحمد الإمام المعتمد على الله أمير المؤمنين أيده الله، ويقع شريط الكتابة على أرضية باللونين البني الفاتح والبني الداكن، وقد بيّن الكاتب أهمية هذه القطعة واستدلّ على أنه كان بصنعاء في العصر العباسي داران للطراز للخاصة، وللعامة، وكانت الوصايل اليمنية تنسج في هاتين الدارين
|
|