الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب مسالك شعراء النبط في نظم أشعارهم بغية الكشف عن أهم أوزانها، وقد رجع لدراسات العروض والشعر والقوافي والشعر النبطي. واستهل ببيان تنوع أوزانهم تنوعًا كبيرًا بسبب التأثيرات المختلفة فيهم. وكانوا يسمون الوزن بالطَرْق أي الطريقة أو الشِّيلة من شال الشيء إذا رفعه؛ لأن الشاعر يرفع عقيرته. ويمكن تقسيم الشعر النبطي قسمين: الألحان، والأشعار. أما قسم الألحان فيشمل الهجيني وهو مشتق من الهجن أي الإبل؛ لأنه يغنى على ظهور الإبل أو في أثناء سيرها، ونغماته متساوقة مع إيقاعات سير الإبل وهو من أسهل الشعر النبطي، ووزنه مجزوء المجتث، وكثير من أغاني شعراء الربابة من هذا النوع، كما يشمل المسحوب الذي يتغنى به عادة على الربابة، ووزنه على بحر السريع الذي زاد شعراء النبط فيه بعد التفعيلة الأخيرة زيادة غالبًا ما تكون ترفيلاً أو تذييلاً، ويشمل السامري من السمر وهو الطرب والغناء ليلاً، وهو يلتزم غالبًا بحر الرمل مع زيادة عليه، وقد يستخدم هذا الشعر في المحاورات أو الرَّدِّيات، ثم الصخَري نسبة إلى قبيل صخر، وهو على بحر الوافر الذي قد يدخله العصْب، ويستخدم في المحاورات ثم العَرْضة أي رقصة الحرب ومنها البرية والبحرية وأوزانها مختلفة منها مجزوء الخفيف، والرجز، والمجتث، ومن أنواع العرضة الحِداء وهو على مجزوء الرجز، ويقال في المقام الذي يتطلب الشجاعة، وأما قسم الأشعار فيشمل عادة القصيد الذي يقوله الشعراء معبرين عن مشاعرهم الذاتية وتشمل الأشعار الطَّرْق الهلالي الذي قيل إنه أصل الشعر النبطي لانحداره من بني هلال، ويأتي عادة على بحر الطويل، ثم الطَّرْق الحجازي وهو على بحر الهزج، ثم الحميدانيات نسبة إلى حميدان الشويعر وأشعارها تستخدم البحور القصيرة الخفيفة كالمتدارك والمتقارب، ثم الرَّدِّيات وبحورها كثيرة ويتعذر إحصاؤها. وينتهي الكاتب إلى أن دراسته لأوزان الشعر النبطي المهمة قد كشفت عن استخدام خمسة عشر بحرًا أغلبها من بحور الخليل مع تصرف شعراء النبط بحرية في عدد التفعيلات وفي علل الزيادة والنقص فيها.
|
|