الاعداد السابقة
|
دراسة تاريخية لعهد نابونيد آخر أباطرة البابليين وسيرته وسياساته، وغاية الكاتب توضيح ظروف تولي نابونيد الحكم والأحوال الدينية، والعسكرية، والسياسية في عهده، واستندت إلى المعلومات الموثقة عنه في كتب التاريخ والآثار، وما تضمنته النقوش التي عُثر عليها من تسجيل لأحداث الفترة المدروسة، وبخاصة الحملات على شمال الحجاز، والطرق التي سلكتها، والوقائع التي صاحبتها. ومهد لدراسته بالحديث عن شخصية نابونيد، وأدبه، وعلمه، وأسرته، وتوليه الحكم، ثم تحدث عن عصره اعتمادًا على المصادر وأهمها "سجل تاريخ نابونيد" المدوّن على لوحة طينية أثرية، بالإضافة إلى "سجل التاريخ الملكي" المدوّن على لوحة أخرى، وتناول ما ورد في هذه اللوحة عن حملة نابونيد على سوريا وفلسطين وتواصلها حتى بلغت شمال الحجاز، والاستيلاء على تيماء ومدن أخرى تقع جنوبها، وقد ذكر أن مما يسر "لنابونيد" التغلب عليها تفرقها، وتطرق الكاتب لما دونته الوثائق القديمة عن إقامة "نابونيد" بتيماء الذي أعاد بناء جزء منها وفقًا للطراز البابلي وأقام قصرًا محصنًا له فيها، واستقراره هناك نحو عشر سنوات قبل عودته إلى بابل، وتؤكد ذلك وثائق إدارية بابلية تبيّن وجود الاتصال المستمر بين بابل وتيماء. ثم تطرق لأسباب حملة "نابونيد" على شمال الحجاز، والإقامة فيها لفترة غير قصيرة، وعلاقة ذلك بالأحوال الدينية في بلاده، أو بالأسباب الصحية المحتملة المتصلة بمرضه الذي لازمه سبع سنوات، لكنه رجح القيام بالحملة لأسباب عسكرية اقتصادية غرضها تأمين السيطرة على الطريق التجاري المهم الذي كان يربط جنوب بلاد العرب والحجاز والشام والعراق ومصر، وكانت تسلكه القوافل المحملة بالأحجار الكريمة والذهب والفضة وأنواع الطيب. وخلص الكاتب إلى أن مغادرة "نابونيد" شمال الحجاز إلى بابل كانت لأسباب عسكرية متصلة بتصميمه على التصدي للفرس الطامعين في بلاده والقضاء على الثائرين على ملكه الذي بدأ يتضعضع مما يسّر على الفرس احتلال بابل.
|
|