البحث في المجلة العنوان الصوت والصورة السمعية في الشعر الجاهلي-1 رقم السنة : السابعة عشرة
أختر نوع البحث المؤلف مريم محمد البغدادي التنصنيف البحوث رقم العدد : العدد الرابع
الاعداد السابقة

تناولت الباحثة العلاقة بين الشاعر الجاهلي والبيئة المحيطة به من خلال انعكاس ما فيها من صوت وصورة في شعره، وهدفت إلى تقصي أبعاد هذين العنصرين والتعبير عنهما في ذلك الشعر. ورجعت إلى مصادر الشعر الجاهلي والدراسات فيه. وتقدم لدراستها بتوضيح صلة الشاعر الجاهلي بعالمه الزاخر بالحياة بما فيها من صوت وحركة. والصوت ظاهرة طبيعية تدرك بحاسة السمع، وتختلف باختلاف المصدر والموقف والعمر والجنس والوضع النفسي والصحي والخلفي. وللصوت سرعته وصفاته، وقد حفلت اللغة العربية بالمفردات الدّالة على الصوت، وهناك مفردات توحي بالصوت وردت في الشعر الجاهلي كالحديث والضرب والتسبيح والسح والنفخ والتنديد والارتطام والإنذار والنهز والجيشان والسجع والقرع والحك والهزق والصك والترتيل والتناجل وغيرها. وأما الآلات الموسيقية التي تردد ذكرها في الشعر الجاهلي فكثيرة، ومنها الصنج والطبل والمزمار والعود والناقوس وغيرها، وتشير المفردات الصوتية إلى إحساس العربي العميق بالصوت، ودقة تمييزه بين أنواعه ودرجاته ومصادره. وقد أبدع الشاعر الجاهلي في رسم الأصوات، واختار لها الحروف والألفاظ التي تحقق له الصورة الفنية، ونقل إلينا الشاعر نبض الصور الصوتية فكأننا نسمع زئير الأسد، ورغاء الناقة، وصهيل الخيل، ونقر الدف. ولتشكيل لوحات الصوت في حروب الجاهلية ومجالس الطرب والشراب مساحة كبيرة من التكوين الفني للصورة الشعرية، وإن اللوحة التي تجمع بين الشراب والمغنين والعازفين وآلاتهم الموسيقية تشير إلى رقي فني في الغناء والألحان. وتشكل الأصوات الإنسانية الجزء الأكبر من الصورة الصوتية،ويشكل صهيل الخيول مساحة بارزة منها.