تحدث المؤلف عن تاريخ الوقف عند المصريين القدماء والرومان، وعند العرب قبل الإسلام وبعده، وما صاحب هذا التاريخ من روايات مختلفة، وأشار باختصار إلى الوقف في مصر. وأبرز أهم أعمال سلاطين المماليك البحرية قبل سلطنة الأشرف شعبان وكذلك بين أعمالهم في الحرمين وما قاموا به من إنشاءات أو تجديدات أو أعمال برّ، ثم عرض تاريخ السلطان الأشرف شعبان مبينًا مولده ونشأته، ومتتبعًا الظروف التي دفعت به إلى العرش، وذكر أهم أعماله في الحرمين. وفصّل القول في القرى والأماكن التي أوقفها السلطان الأشرف شعبان على الحرمين كما جاءت في حجة الوقف، موضحًا أوجه الصرف من ريعه عليهما، وعلى غيرهما مما يتصل بالحج والحجاج، وذلك باستعراض ما قُرر للقضاة والعلماء والمدرسين والطلبة، والمؤذنين، وقراء الحديث...، وقد أجرى موازنة لما خصصه السلطان الأشرف من صرف بين مكة والمدينة. وكشف الجانب الأهلي من الوقف إذ إن السلطان خصص الفائض من ريع الوقف؛ ليكون له في حياته ثم لذريته، وإذا انقطع الورثة تحول هذا الجزء إلى وجوه البر والقربات، وقد ذيل الكتاب بملحق يشتمل على وثيقة وقف السلطان.