البحث في المجلة العنوان ملامح الموروث بين جرير والفرزدق والأخطل -1 رقم السنة : السابعة عشرة
أختر نوع البحث المؤلف مريم محمد البغدادي التنصنيف البحوث رقم العدد : العدد الرابع
الاعداد السابقة

درست الباحثة الموروث الثقافي في شعر جرير والفرزدق والأخطل لتوضيح مصادر الرؤية الشعرية لديهم، ورأت أن الرؤية الشعرية تنبثق من التراث، وأن الشعراء الثلاثة المبحوثين قد أخذوا التراث من بيئة تعجّ بكل ألوان الحضارة والفكر والفن، وكان ذلك أخذًا كبيرًا وثريًا فرضته ممارستهم لنظم الشعر الذي يعدّ فنًا يحتاج إلى أدوات ثقافية واسعة ومنوّعة. وكانوا حريصين على الإلمام بكل أخبار العرب ليضمنوها شعرهم؛ فكان جرير والفرزدق يطلبان أخبار الجاهلية وأنساب العرب ليضمناها شعرهما في الهجاء والمدح والفخر. وقد جاءت صور جرير الشعرية مستمدة من التراث التاريخي، ففي مديحه معاوية بن هشام بن عبدالملك يصوِّر شدة وطأة الهجوم الذي شنته جيوش أمير المؤمنين معاوية على عبّاد الجحافي الخارجي وشيعته باليمن، وقتلهم في وقعة مدمرة كحادثة هلاك عاد بالريح الصرصر، ليذوقوا عذاب الخزي في الحياة الدنيا بالإضافة إلى عذاب ا لآخرة. وقد ورد ذكر عاد في شعر جرير والفرزدق أيضًا انطلاقًا من رؤية فنية نابعة من الموروث العربي القديم أحيانًا، ومن القرآن الكريم أحايين أخرى، بينما نجد أن قصة ناقة صالح هي التي لفتت انتباه الفرزدق، كما استقت ذاكرته التاريخية من الموروث هلاك ثمود بعصيانها أمر ربها. ولعل الفرزدق كان أكثر الثلاثة تأثرًا بواقعة هلاك ثمود، واسترفادها بملامحها الإسلامية والجاهلية كما يبدو في هجائه للطرماح. ويكشف الشعراء الثلاثة في تشكيلاتهم الشعرية عن أنماط وطاقات جمالية كامنة فيما أومؤوا إليه من واقعة الهلاك المدمّر لثمود، إذ تلاقت نفسياتهم بهذه الصورة التراثية التي استرفدوا فيها أعماقهم. وأشير إلى استرفاد الفرزدق صفات لقمان بن عاد في مدحه للوليد بن يزيد بن عبدالملك تارة، وفي ردّ له على جرير تارة أخرى. وجرى تناول الحكايات الخرافية التي سادت عند العرب، والتي شكل منها الشعراء المبحوثون بعض الأنماط التعبيرية عن الدهر والمنية.