يطرح الكاتب مسألة وجود تكتل إسلامي دولي منظم من خلال كيان المؤتمر الإسلامي، في عصر التكتلات الحاضر الذي نعيش، وقد مهّد لهذا الطّرح بالحديث عن الأخوة الإسلامية، وانطلاقة الدعوة الإسلامية من هذه الديار المقدسة، ودخول العرب في دين الله أفواجًا، ووحدة العرب المسلمين في كل أرجاء الجزيرة العربية "من دومة الجندل إلى خليج عدن، ومن مخاضة العلاء بن الحضرمي بالخليج إلى سيف البحر الأحمر"، ثم تحدث عن الإسلام بوصفه دينًا ونظام حكم وتشريعًا لكل المعاملات بعد العبادات، وتحدث عن رسول الله # إمامًا ومعلمًا وهاديًا وحكمًا وحاكمًا مرشدًا يأخذ بيد الحق، ويدحض الباطل، ويؤلف بين القلوب، لأن الإسلام دين الجماعة، ونظام حكمها، فلا ينفصل فيه سلطان الدين عن سلطان الحكم، ولا ينفصل سلطان الحكم عن سلطان الدين، إذ أن النصوص الإسلامية قد حددت في أكثر من موضع نظام الحكم المسلم، وإقامة العدل، وصون الشريعة الذي فيه أمن المسلم، والجهاد، وإقامة الفرائض، وتطبيق الحدود، ثم تناول سيرة الخلفاء الراشدين، وأوضح أن الخليفة في عهدهم كان مالك زمام، وسلطان حكم، ومنفذ شريعة، وأمير جهاد، ثم تتبع الكاتب مسيرة الدولة الإسلامية، فلما ظهرت الدولة الأموية عملت على جمع الشتات، فسُمي عام التجمع الإسلامي في عهد معاوية بعام الجماعة، أي عام السلطان الواحد في الأمة الإسلامية، ومع مجيء العباسيين كان هناك كيانها في الشرق، وكان لدولة الأندلس الإسلامية كيانها في الغرب، وهذا الانشطار لم يستطع أن ينال انشطارًا في المسلمين، ثم تابع الكاتب حال الدولة الإسلامية عقب انهيار الدولة العباسية وظهور الإمبراطورية العثمانية واضمحلالها، ثم ظهور دول إسلامية شتى في العصر الحديث، وتطرق لدور المملكة العربية الإسلامية في التضامن الإسلامي، وتنظيم المؤتمرات لتوثيق أواصره، وطرح النظر في إمكانية جعل المؤتمر الإسلامي منظمة جامعة أكبر، أو تكتلاً إسلاميًا يخدم مصالح الدول الإسلامية