الاعداد السابقة
|
تناولت الدراسة منجزات الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ في مجال التضامن الإسلامي، وهدف الباحث إلى استعراض حركة التضامن الإسلامي والعوامل التي مهّدت لظهورها في الستينات الميلادية، والمؤسسات الإسلامية، وأهدافها، ومنجزات هذه الحركة على الأصعدة الدينية والدولية والاقتصادية، وقد رجع لخطب الملك فيصل، وأحاديثه، والمؤلفات الكثيرة المنشورة عنه، وإصدارات منظمة المؤتمر الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، وقد استهل بتوضيح أهمية التضامن الإسلامي ودور الملك فيصل في وضع أسسه في العصر الحديث؛ ثم تطرق إلى العوامل التي أدت إلى اهتمام الملك فيصل بقضية التضامن الإسلامي، وتتصل أهمها بتربيته وثقافته الإسلامية ومواكبته لجهود الملك عبدالعزيز، ثم الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمهما الله- في حقل التضامن الإسلامي، كما تتصل تلك العوامل أيضًا بالمركز المرموق للمملكة العربية السعودية التي فيها الحرمان الشريفان، بالإضافة إلى إمكاناتها الاقتصادية التي مكنّتها من مساعدة الدول الإسلامية ودعم التضامن الإسلامي، ثم تناول حركة التضامن الإسلامي في الشطر الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي وسعيها إلى إنقاذ العالم الإسلامي من الانهيار والتمزق والتخلّف، وتطرق إلى حركتي جمال الدين الأفغاني، ودعوة السلطان عبدالحميد الثاني إلى الجامعة الإسلامية، ثم تناول جهود الملك عبدالعزيز ورعايته لانعقاد أول مؤتمر إسلامي سنة 1926م في مكة المكرمة، ثم تأسيس كيان "مؤتمر العالم الإسلامي" في كراتشي سنة 1949م ولم يكن له صبغة حكومية، وفي سنة 1962م دعت حكومة المملكة العربية السعودية إلى انعقاد مؤتمر إسلامي في مكة المكرمة، وتمخض عن تأسيس "رابطة العالم الإسلامي" لنشر القيم والتعاليم الإسلامية، ودعم قضايا المسلمين، وقد نالت دعم الملك فيصل الذي تابع مساعيه لتوثيق التضامن الإسلامي، والتي تمخضت عن ظهور منظمة المؤتمر الإسلامي لتعزيز التعاون والتضامن الإسلامي في كل المجالات بعد مصادقة الممثلين في مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الثالث في السبعينات على ميثاقه، وهكذا تمخضت جهود الفيصل عن وجود تكتل إسلامي له وزنه السياسي والاقتصادي على المستوى الدولي.
|
|