الاعداد السابقة
|
تناولت هذه المقالة سياسة الفيصل بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ وأبعادها العربية، وكان يفخر بأن تكون هذه البلاد هي أول من أسس الوحدة العربية، وذلك في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ مؤسس المملكة العربية السعودية وجامع أجزائها وأهلها؛ وكان يؤمن بوحدة الأمة العربية، وقوة الأواصر ما بين شعوبها، وبخاصة الدين، والتاريخ، وعمل على وحدة الصف العربي، والتضامن في وجه الخطوب، والتكاتف في الملمّات والأحداث العصيبة؛ وقد بذل جهوده لتأييد جامعة الدول العربية، وقيامها بواجباتها؛ وكان للفيصل جهوده لصالح العرب خارج نطاق جامعة الدول العربية، حيث رفع صوت العرب عاليًا فوق المنابر والمؤتمرات والمحافل الدولية، وعُرف بأنه حكيم أمة العرب، وعقلها الراجح، يزن الأمور بميزان دقيق الغاية؛ وقد تجمعت فيه الأصالة العربية بأعمق معانيها، وبكل ما فيها من صدق ووفاء وتعاطف وتآزر، وتواضع ونفس أبية، وإيمان راسخ بالله، ومساندة للحق، ومراعاة الله في كل ما يصنع وما يقدم من خير لوجهه الكريم؛ وعقب حدوث العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م، أعلن الفيصل التعبئة للقوات المسلحة السعودية لتكون بجوار شقيقاتها العربيات، وتقديم المساعدات المالية والبترولية العاجلة لمصر، والعمل على تنسيق الجهود الدبلوماسية للدول العربية في الخارج وفي منابر هيئة الأمم المتحدة على وجه خاص؛ فكان مثالاً رفيعًا للتضامن والإخاء العربي والإقدام والإخلاص لأمته في ساعات الخطوب؛ وكانت ركيزة سياسته الخارجية التعاون إلى أقصى الحدود مع الدول العربية، وكان صادقًا في مواقفه ويعمل أكثر مما يصرّح ويقدم بصمت ما يقدمه لمساعدة العرب؛ وكانت مواقفه العظيمة عقب اندلاع حرب سنة 1976م، حيث سارع إلى إعلان التعبئة العامة، والإعلان عن تأييده للدول العربية في مواجهتها للعدوان الإسرائيلي، ودخلت قطاعات من القوات المسلحة السعودية إلى الأردن لتسانده في مواجهته، ودعا الشعب السعودي للتطوع والتبرع ونجدة الإخوة العرب، ودعا المسلمين قاطبة إلى الجهاد في سبيل الله ، وقرّر استخدام البترول كسلاح، وكان له الدور البارز في مساندة العرب في حرب رمضان، ولقد وهب الفيصل جهده وطاقته لمساندة حقوق شعب فلسطين على مدى خمسين عامًا من حياته السياسية، وكانت أمنيته الصلاة في المسجد الأقصى، ونسأل الله أن ينصر عباده المؤمنين ويعينهم على تطهير ثالث الحرمين الشريفين من دنس اليهود المحتلين .
|
|