الاعداد السابقة
|
عالج الكاتب أنواع النبات التي ذكرها الأصمعي وحصرها في ثلاث مئة نوع في كتاب النبات، كما عرض لما ذكره الدينوري في كتابه عن النبات، ورأى أن مسميات النبات عنده لا تختلف كثيرًا عما أورده الأصمعي، ثم تناول النباتات المعروفة في نجد اليوم فقارنها بما في كتاب الأصمعي، وكتاب الدينوري، ثم قارنها بأصولها القديمة من واقع بعض أشعار الجاهليين أو المخضرمين، فمثلاً ذكر الأصمعي الأقحوان واسمها عند أهل نجد القِحْويان، وهي نبتة غضة زهرتها بيضاء صغيرة، وذكر الدينوري الخريع وهو عند أهل نجد الخرِّيع، وهو نبت يزرع مع القت، وله ثمرة بحجم البلح، ومما ورد في دواوين الشعر الجاهلي من أسماء النبات الطلح، والسدر، والخزامى، والطرفا، والحنظل، والعرعر، والحمض، والعوسج، ولم يكن حصر الكاتب لأسماء النبات شاملاً كاملاً ولم يكن ذلك غرضه، وقد أعقب جداول أسماء النبات بطرح مرئياته حول الموضوع، فرأى أن بقاء كثير من النباتات على مسمياتها القديمة يمكن أن يكون مدخلاً لمعرفة الصورة في الشعر الجاهلي واستكشاف مكنوناتها وطرق صياغتها، كما يمثل مؤشرًا على استمرارية المعاني والصور المتصلة بتلك النباتات؛ وأشار الكاتب إلى أن كثيرًا من النباتات النجدية أو بعضها معروف بأسمائها المذكورة في اليمن، والحجاز، وشرقي الجزيرة العربية، والعراق، والشام، وإن الاشتراك في تسميتها قد أسعف على استقراء الشعر الجاهلي نفسه وتحديد مواطن الشعراء وأماكن نظمهم للقصائد وتوثيقها، ومما يعين في الاسترشاد على معرفة الصورة وتحقيق الشعر الجاهلي بالإضافة إلى أسماء النبات فيه ذكر مظاهر الطبيعة الأخرى من جبال، ورمال، وأودية، ورياض، وشعاب، وذكر الطير والحيوان، وكذلك ذكر حياة الناس وطبائعهم.
|
|