الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة الهجرات العربية والدعوة الإسلامية في الصومال، وهدف كاتبها إلى توضيح مراحلها وآثارها. ورجع لمصادر التاريخ والأدب الجغرافي المتصل بمنطقة الدراسة. وقد رجح وصول الدعوة الإسلامية إلى منطقة الصومال في السنوات الأولى للبعثة الشريفة، فصلاتها ببلاد العرب قديمة، ووجود جاليات عربية على ساحل الصومال قد يرجع إلى انهيار سد مأرب سنة 120م وما بعدها. وكان جعفر بن أبي طالب من أوائل المسلمين الذين أسسوا مراكز للدعوة الإسلامية في أريتريا والصومال، وكان الصوماليون من أشدّ المتحمسين لنشر الإسلام. وقد تزايدت هجرات المسلمين إلى الصومال على مرّ الزمن، وأخذ العرب يستقرون في سواحل الصومال وأفريقيا الشرقية، ويقيمون كيانات سياسية عربية وإسلامية، مما وثّق الروابط بين العرب والصومال. ولم يقتصر الأمر على الاتصال بين الصومال وعرب شبه الجزيرة العربية، بل امتد ليشمل جميع الدول العربية الإسلامية. وكانت الهجرات العربية إلى الساحل الصومالي في العصور الوسطى نتيجة لعوامل عدة من أهمها العوامل الدينية والسياسية، ونقلت الجاليات العربية المهاجرة من الأحساء والبحرين وعمان وحضرموت واليمن صورًا من الحضارة العربية الإسلامية إلى الصومال، وكان أبرزها إنشاء المنازل العربية والمراكز التجارية التي انتشرت مع انتشار الدين الإسلامي في أريتريا، وزنجبار، وإلى الجنوب من خط الاستواء. ولم تلبث أن تحولت تجمعات هذه المنازل والمراكز إلى مدن عربية إسلامية، بل محطات تلاقح حضاري، وامتزاج بين العرب والصوماليين وغيرهم. وكانت أولى الهجرات العربية الجماعية في العصور الوسطى إلى ساحل الصومال فــي عهــد الخليفة الأمـوي عبدالملك بن مروان، وكان ابنه جعفر قد هاجر إلى شرق أفريقيا، وحكم منطقة كيوايو جنوب مقديشيو، كما أن العرب الشاميين أسسوا أقدم إمارة عربية إسلامية في سواحل شرق أفريقيا، وخرجت هجرة أخرى من عُمان بين سنتي 75 ــ 85هـ/ 694 ــ 704م بقيادة الأخوين سليمان وسعيد ابني عباد الجلندي من قبيلة الأزد، ودعوا للإسلام، وقد يكونون نزلوا جنوب الساحل الصومالي. ثم تتبع الكاتب بقية الهجرات العربية إلى الصومال من اليمن والأحساء وشيراز، ووصف الكاتب مراكز الدعوة الإسلامية: مقديشيو، ومركة، وبراوة، وكذلك الدول الإسلامية على ساحل الصومال وحضارتها.
|
|