الاعداد السابقة
|
تناولت الدراسة سيرة الملك عبدالعزيز آل سعود بوصفه بانيًا لدولة حديثة على أساس من العقيدة الإسلامية. وانقسمت الدراسة خمسة أقسام عني الكاتب فيها بتحديد الإطار الفكري لتأسيس الدولة السعودية، وتحليل للأوضاع التي كانت سائدة في البلاد في بداية عهد الملك عبدالعزيز، واستعراض الإنجازات التي تحققت حتى سنة 1933م، مع بيان الإستراتيجيات التي جرى تبنيها لتوحيد الدولة سياسيًا واجتماعيًا، وتقويم للإنجازات والنظريات التي طرحت حول قيام الدولة السعودية. والإسلام دين وحضارة متكاملة مبنية على الإيمان المطلق المرتكز على عقيدة التوحيد، والحكمة لها دور مهم في ربط الحياة الإيمانية بمقتضيات التطور. وقد أفرزت المجتمعات الإسلامية في سابق عهودها مفكرين ومصلحين استخدموا الحكمة في تنقية الحضارة الإسلامية من الشوائب الدخيلة عليها، وإن العودة إلى الأصول لا تتعارض مع الأخذ بأسباب التقدم عند إعادة البناء، وتبني أساليب العصر في تحديثه اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا. وللحكمة دورها المهم في ابتكار الطرق والوسائل للتعامل مع التحديات التي تواجه المجتمع. إن المجتمع الذي ينشد التغيير مُطالب بتحديد تصوراته حول أمور ثلاثة : الوضع الأمثل الذي يبتغي الوصول إليه، والعقيدة المثلى التي يستهدف من خلالها تحقيق الوضع الأمثل، وشخص البطل الأمثل المتسلح بهذه العقيدة؛ هذه هي معالم الإطار النظري الذي سعى الباحث إلى تطبيقه على مجتمع الجزيرة العربية في نهاية القرن التاسع عشر حين تهيأ الملك عبدالعزيز للانطلاق في بناء الدولة السعودية، وانتهى إلى أن الملك عبدالعزيز قد قام بوازع من إيمانه العميق، ونجح في تأسيس دولة كان له الدور البارز في تغيير حياتهم فيها وفقًا لما تمليه العقيدة الإسلامية، وبذا أفلح في تحقيق الوضع الأمثل المنشود.
|
|