الاعداد السابقة
|
دراسة لسيرة عبدالوهاب بن محمد أبو ملحة، للتعريف بشخصيته ونسبه وأسرته ونشأته وحياته العلمية والوظيفية وجهوده الحربية والسياسية والإدارية.
واستهلت بمقدمة حول الرجال المخلصين الذين أسهموا مع الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في توحيد أجزاء المملكة العربية السعودية وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار والرخاء فيها، ومنهم جدّ الكاتب لأبيه عبدالوهاب أبو ملحة "منذ أن حظي بشرف الاستقبال والمشاركة مع الجيش السعودي الفاتح لمنطقة عسير بقيادة الأمير عبدالعزيز بن مساعد في عام 1338هـ"، ثم الأمير الفيصل ابن عبدالعزيز في عام 1341هـ، واشتراكه ضمن الوفد السعودي المبعوث إلى اليمن، وقد كلف بالإشراف على الإدارة المالية في منطقة عسير، وتدبير أمورها إداريا واقتصاديا، وكان خير معين للأمراء الذين تعاقبوا على إمارة منطقة عسير بدءاً من الأمير عبدالعزيز بن إبراهيم وانتهاء بالأمير تركي الماضي، وتوفي عام 1374هـ. وتناولت الدراسة نسبه وأسرته ونشأته؛ إذ قدم جده الأعلى مفلح بن علي بن سلطان بن مفلح بن علي أبو ملحة من بلدة الحمرة قرب ظهران الجنوب في القرن الثاني عشر الهجري، واستقر في الصمدة، ثم انتقلت ذريته إلى العرق، وما تزال مزارعهم وبيوتهم القديمة مائلة بآثارها، وقد ولد عبدالوهاب في العرق عام 1303هـ، ونشأ في كنف والده الذي كان قاضيا، في بيت دين وعلم وفضل، ووجاهة، وأخواله من أسرة آل المتحمي، وقد اشتغل في شبابه بالتجارة وتنقل بين بلدان عسير والحجاز واليمن. وقد ولاه الملك عبدالعزيز إدارة شؤون بيت المال في منطقة عسير، وأدى عمله بإخلاص وأمانة لمدة اثنين وثلاثين عاما، وقد تخللت هذه السنوات مهام جليلة كلف بالقيام بها، وكان قائدا حربيا، وشارك في عدة معارك، ومنها قيادته للجيش السعودي الذي أعاد لميناء القنفذة سكينته واستقراره بعد تحريره من سيطرة حامية الشريف حسين بن علي عام 1343هـ، وتولى عبدالوهاب أبو ملحة ومعه عمر آل عسكر قيادة قبائل عسير في الحرب الفاصلة ضد الإدريسي في منطقة جازان عام 1350هـ عندما صدر أمر الملك عبدالعزيز إلى أمير عسير بتجهيز حملة عسكرية سريعة للقضاء على تمرد الإدريسي، وتحرك عبدالوهاب مع المقاتلين، وانضموا إلى المدد القادم من الطائف بقيادة الشريف خالد بن لؤي ثم ابنه سعد بعد وفاة أبيه، وأبلوا بلاء حسناً في معركة المضايا، ثم وصل مدد عسكري آخر من الرياض إلى المنطقة بقيادة الأمير عبدالعزيز بن مساعد، واستطاع الجيش السعودي القضاء على ما كان يُسمَّى بالإمارة الإدريسية عام 1351هـ، ومن الناحية السياسية فقد أوتي مهارة وحكمة وذكاء، وشارك مع الوفد السعودي الذي أرسله الملك عبدالعزيز إلى إمام اليمن لإنهاء مشكلات الحدود، وكان له أثره المهم في جلسات لجنة الحدود السعودية اليمنية المشتركة في ظهران الجنوب عام 1354هـ، التي انتهت إلى ترسيم الحدود السعودية اليمنية بناء على معاهدة الطائف عام 1353هـ. وتناولت الدراسة جهوده الإدارية خاصة في إدارة مالية عسير التي تولاها بكفاية ونزاهة.
|
|