الاعداد السابقة
|
دراسة تاريخية تناولت حضارة الفينيقيين، وهدف كاتبها إلى توضيح ما قدموه وأبدعوه في مجالات الكتابة، والملاحة، والتجارة، والصناعة... وقد رجع لكتب التاريخ ونتائج البحوث الأثرية المتصلة بموضوع الدراسة؛ ومهّد بالتعريف بالفينيقيين واستقرارهم على الشريط الساحلي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط الممتد من طرطوس شمالاً حتى جبل الكرمل جنوبًا، ويتوسط هذا الموقع بين حضارتي مصر إلى الجنوب، وحضارة ما بين النهرين إلى الشرق. وقد شغلت الرقعة التي استقروا بها أجزاء من الهلال الخصيب، وفلسطين، وسوريا، ولبنان. ثم ناقش الآراء حول تسمية الفينيقيين، وكيفية ظهور دولتهم، واتحادها من مجموعة الدول المدينية المتفرقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط الشرقي. ثم تناول علاقاتهم بجيرانهم، فذكر أن الدراسات الأثرية دلت على وجود علاقات تجارية لهم مع مصر، حيث استوردوا منها ورق البردي والذهب وبعض الأدوات المعدنية، واستوردت مصر من بلادهم الأخشاب والفخاريات. وقد خضعت فينيقيا للنفوذ المصري، وفي بداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد سيطر الحثيون والعموريون على فينيقيا، ثم أعاد رمسيس الثاني سيطرة مصر على فينيقيا ثانية، لكن هذه السيطرة لم تدم طويلاً، وأخذت المدن الفينيقية استقلالها ونعمت لمدة ثلاثة قرون (1200-900ق.م) بفترة من السلم والازدهار والرخاء الاقتصادي، ومن أشهر تلك المدن أوغريت (رأس شمرا حاليًا)، وصيدا، وصور. ثم تتبع الكاتب خضوع فينيقيا للأشوريين، فالبابليين، فالفرس، فاليونانيين، فالرومان. وتناول أهم إسهامات الفينيقيين الحضارية في مجال: ابتكار الحروف الأبجدية، والتفوق الملاحي، والكشوف الجغرافية، وإنشاء المستوطنات والموانئ الساحلية، والمهارة التجارية، والصناعة، والتفوق في مجالات حضارية أخرى كالزراعة. وخلص إلى أن الفينيقيين أمة بحرية. وقد عرفوا بالكنعانيين، وأطلق اليونانيون على الكنعانيين اسم الفينيقيين.
|
|