الاعداد السابقة
|
دراسة أدبية تاريخية عالجت تناول الطائر الخرافي المسمّى بالعنقاء في الفكر العربي، والإغريقي، والروماني، وهدف كاتبها إلى استكشاف مضامين هذا التناول ودلالاته الفنية والنفسية والعقلية، وقد رجع إلى آي الذكر الحكيم، ثم إلى كتب الأدب والتاريخ والتصوف مما له علاقة بالموضوع؛ واستهل بالاشارة إلى أن آداب أقوام مختلفة يفصل بينها الزمان والمكان تناولت طائر العنقاء؛ فكان قدماء المصريين قد صوروا العنقاء في آثارهم، وعرفت العنقاء عندهم باسم (بْنُو) الذي يعني البَرَّاق أو المتوهج، وهناك أسطورة مصرية قديمة تصف تألقه وصوته المدوي، ويُعتقد أن مؤلف (أناشيد أيوب) كان على دراية بأسطورة العنقاء، وأشير إليها باسم (السمندل) واقترن ذكر السمندل بالعش الخرافي الذي كانت العنقاء تبنيه من أغصان أشجار الطيب والعطر، وورد ذكر العنقاء في النص العبراني باسم (حول) أو (خول)، وهو الاسم الذي استخدمه قدماء المصريين لتمثال (أبي الهول)، وقد نقل الإغريق أسطورة العنقاء من الــشرق إلى الغرب وإلى ســائر الشعود الهندوأوربية، وأطلقوا عليها اسم (فونيكس) ، وتعني بالإغريقية الألوان الزاهية، كما تعني شجرة النخيل، التي كان يعتقد أن العنقاء تبني أعشاشها فوق أكمامها؛ وورد ذكر العنقاء في أدبيات الفرس باسم (السيمورغ) وباسم (الشاه مرفان) أي ملك الطيور، وشُبّه في الخيال الشعبي في عصور السلاجقة (بالرخ) أو (الرخة) الذي تردد ذكره في قصص ألف ليلة وليلة، كما ذكره هيرودوت أيضًا؛ وقد أدخل الرحالة (ماركوبولو) اسم هذا الطير إلى الخيال الأوربي الشعبي بلفظ: (Rocca)؛ وفي مطلع العصر النصراني كرّس الشاعر (لاكتانتيوس) قصيدة بأكملها للعنقاء، واهتم فلاسفة الرومان بأسطورة العنقاء وكتب عنها المؤرخ (أوريليوس فكتور)، وقد ساق الكاتب الجزء الأخير من القصيدة وترجمته إلى العربية، ثم تطرق إلى ذكرها ومعالجتها عند بعض الشعراء والمتصوفين، وخلص إلى أن حكاية العنقاء أسطورة عربية .
|
|