الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة بالدراسة مصطلحي الشمال والجنوب، وهدف كاتبها إلى استكشاف مضامينهما الجوية والمناخية والجغرافية وبيانها، وقد استند إلى ما سجلته المصادر الجغرافية والتاريخية واللغوية والأدبية من معلومات متصلة بالمصطلحين المبحوثين. ومهّد بتناول مضمون مصطلحي الشمال والجنوب في إطار الجهات الأصلية الأربع، وما أوردته معاجم اللغة عنهما، ثم ناقش المصطلحين في معاجم اللغة، ومؤلفات الجغرافيين والمؤرخين، أما معاجم اللغة فأورد الكاتب أنها ذكرت الشمال والجنوب بصفتهما ريحين، وجاء في "التهذيب" للأزهري أن الشمال ريح تهب من قِبَل الشام عن يسار القبلة، ويقال لها الشمأل أيضًا، وقد نقل المادة عن أبي عبيد والأصمعي، والكسائي، وابن السكيت، وقال ابن منظور في "لسان العرب": إن الشمال هي الريح التي تهب من ناحية القطب، ونقل عن "المحكم" لابن سيدة، وردّد الفيروز آبادي والزبيدي هذا المعنى، أما الجنوب فأورد الأزهري أنها من الرياح الحارة وهي تهب في كل وقت، ونقل عن الأصمعي وابن السكيت، وقال ابن منظور: إنها ريح، ونقل عن ابن الأعرابي، والأصمعي، والأزهري، والجوهري، وذكر الفيروز آبادي في "القاموس المحيط" أن "الجنوب تخالف الشمال، مهبها من مطلع سهيل إلى مطلع الثريا"، وقد ورد في "لسان العرب" و"تاج العروس" ما يفيد أنهما جهتان، وعندما تناول الكاتب المصطلحين في مؤلفات الجغرافيين والمؤرخين أكّد الإشارة إليهما بوصفهما جهتين كالشرق والغرب، وخلص إلى نتيجة مجملها أنه قد ورد في المصادر المدروسة ما يعزز الصواب في إطلاق كلمتي الشمال والجنوب على الجهتين المكملتين للجهات الأربع، وليس في اللغة ما يمنع هذا الإطلاق على الجهة وعلى الريح التي تهب منها.
|
|