الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة إسهامات ابن خلدون في حقل المعرفة النفسية، وهدف الكاتب إلى بيان مدى هذه الإسهامات وقيمتها من خلال دراسة فكره في مقدمته لتاريخه؛ وقد استهل الكاتب بالتعريف بنشأته وحياته وعلمه وتصانيفه؛ ثم أشار إلى الأهمية العلمية لمقدمته لكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر...، وما عكسته من حرص ابن خلدون على الموضوعية في التناول، والموضوعية من سمات العلم الحديث بما في ذلك علم النفس؛ ثم تطرق إلى فكر ابن خلدون فيما يتصل بأثر البيئة في نمو الفرد وشخصيته، فكان يرى أن النفس تنشأ بالإدراكات، ومعنى هذا أن النفس تتكون عن طريق إدراك حقائق العالم الخارجي المحيط بنا من أناس وأشياء، وهي نظرة تتفق مع وجهة النظر الحديثة؛ كما أكّد أن الاختلاف الملحوظ في سلوك البدوي والحضري لا يرجع إلى اختلاف الطبيعة الإنسانية عند كل منهما، وإنما يرجع إلى إتقان الملكات والصنائع والآداب والعوائد والأحوال الحضرية مما لا يتوافر للبدوي، ولكنه لا ينقص عنه شيء في جبلته أو بفطرته، وبالمثل يرجع تأخر أهل المغرب العربي عن أهل المشرق إلى تباين الظروف الثقافية والطبيعية وغيرها؛ وشرح الكاتب آراء ابن خلدون في تأثير البيئة الطبيعية في الإنسان والأبعاد النفسية لهذا التأثير، وتطرق الكاتب إلى إدراك ابن خلدون لأهمية التخصص المهني والعلمي؛ إذ ذكر أنه إذا "حصلت له أي للإنسان ملكة في صناعة فقلّ أن يجيد بعدها ملكة أخرى"، وأرجع ذلك إلى أن الملكات من صفات النفس أو العقل، ثم إنه رأى أنه من كان على الفطرة كان أسهل لقبول الملكات، أي أن الاستعدادات الفطرية تساعد على اكتساب المعارف وإتقان المهن، كما فطن إلى أهمية التدريب لإبراز المواهب وتنمية القدرات؛ وأدرك ابن خلدون الفروق الفردية في التعليم وتلقي العلم؛ وتطرق الكاتب إلى آراء ابن خلدون في تفسير الأحلام والرؤيا، وإلى آرائه في دور الإيمان وصدق العقيدة في شفاء المريض، واستنتج أنه لا يُعدُّ واضع أسس علم النفس، ولم يذكر هذا العلم في تصنيفه للعلوم لكنه كان سباقًا إلى طرح الكثير من المسائل النفسية
|
|