الاعداد السابقة
|
عرض الكاتب صورة البطل الليبي عمر المختار وجهاده ضد الاستعمار الإيطالي في الأدبيات الألمانية، بغية توضيح أبعاد هذه الصورة ومدى اهتمام الألماني بموضوع هذا الجهاد، وقد استهل مقالته بتناول تكريم الصحافة الألمانية لعمر المختار في حياته بطلاً مناضلاً شجاعًا، وإبرازه للتنافر والتباين بين المنظور الرسمي، والرأي العام الألماني المعاصر حول عمر المختار وجهاده. وقد رجع لعدد من الوثائق الرسمية، ومنها وثائق غير منشورة محفوظة في أرشيف الخارجية الألمانية في بون، وتتصل محتوياتها بالأوضاع السياسية في طرابلس والإدارة الداخلية والاقتصاد في ليبيا، بالإضافة إلى مجموعة القصاصات الصحفية التي يحتويها أرشيف الاقتصاد الدولي الشهير في هامبورج، وكذلك معهد هامبورج للعلاقات الدولية الذي باشر نشاطه عقب الحرب العالمية الأولى. وقد درس الأحداث في ليبيا في المدة الممتدة حتى عام 1922، مشيرًا إلى ما أبرزته التقارير الألمانية من استمرار جهاد عمر المختار. ثم تناول الفترة من عام 1922 إلى عام 1928م، وفيها ازداد الشعب الألماني إحاطة بحركة المقاومة الليبية ضد الطليان، ووقوع الخسائر الكثيرة بينهم، ورأى تحفظ الوثائق الألمانية الرسمية إزاء التقارير الإيطالية في هذه المرحلة من الجهاد الليبي ضد المحتلين الطليان، وأسهمت الصحافة الألمانية في نشرها للمزيد عن الأحداث في ليبيا في إعلام القارئ الألماني عما يجري هناك والتغطية الصحفية لجهاد عمر المختار نفسه. ثم تناول المدةة الثالثة الممتدة من عام 1929 إلى عام 1931م وأبرز قلة المعلومات عن جهاد عمر المختار في الصحافة والتقارير الرسمية الألمانية، وقد أظهرت الصحافة الألمانية ميلاً إلى مقارنة الممارسات الاستعمارية الإيطالية في ليبيا بسياسات البطش الاستعمارية البريطانية والفرنسية، وقد هللت الصحافة الألمانية لاحتلال الطليان لمنطقة الكفرة الليبية، وقد صمد المختار ثمانية أشهر أخرى بعدها قبل أن يقع في الأسر نتيجة لمصرع جواده وجراحه، وكانت آخر كلمة حين سيق إلى حبل المشنقة "إنا لله وإنا إليه راجعون". وقد جسّد عمر المختار مثلاً عظيمًا ورسالة تمس الحاجة إلى من يحملها اليوم إلى الغرب.
|
|