الاعداد السابقة
|
تناولت هذه المقالة الدوافع التي دعت السلطان محمود أن يختار محمد علي والي مصر لمهاجمة السعوديين؛ وقد عرض كاتبها لتاريخ دخول العثمانيين للبلاد العربية والسيطرة عليها؛ فذكر أن السلطان سليم الأول ضمّ مصر والشام والحجاز والعراق بين 1516-1517م ، ولقبت الدولة عقب ذلك بدولة الخلافة، وقد شمل تجمعها الإسلامي المشرق المسلم والمغرب المسلم؛ وقد جاء عهدها بعد موجات التتار والصليبيين؛ ومع مرور الوقت ضعفت الدولة العثمانية وغزا نابليون مصر، وطمع المستعمرون الأوربيون بالبلاد العربية، فرأى العربُ أن تعود الجامعة الإسلامية على أساس من العقيدة الصحيحة؛ وإن هؤلاء الذين دعوا إلى الجامعة الإسلامية على أساس من العقيدة السلفية قد وجدوا الطليعة والنصير في نهضة آل سعود في نجد ودعوة الشيخ المصلح محمد بن عبدالوهاب؛ لكن تأييدهم هذا كان متأخرًا، فاستطاع السلطان العثماني ومحمد علي باشا والي مصر والمناوئون للدعوة السلفية أن يركزوا الهجوم والحملات العسكرية على نجد؛ ورأى جمال الدين ومحمد عبده ورشيد رضا والسلطان سليمان في المغرب أن محاربة الدعوة السلفية والدولة السعودية التي ناصرتها وعملت على نشر مبادئها وتغلب قوات محمد علي عليها كان انتصارًا للتفسخ والانحلال العقائدي؛ وأشار الكاتب إلى أن الوثائق التي قدّمها في هذا المقال تدلّ على أمر واحد وهو أن السلطان العثماني والمحيطين به قد رأوا أن ظهور الدعوة السلفية وانتشارها وانتصارها بقيادة الأئمة من آل سعود خروج عن طاعة العثمانيين، وانفصال عن دولتهم، وفي الوقت نفسه فإن السلطان العثماني رأى في محمد علي والي مصر انفصاليًا آخر، ولعله قد يضعف الدولة العثمانية باستقلاله بشئون مصر، فيغرى الشام والعراق بالانفصال أيضًا كما فعل داود باشا حين استقل بالعراق حينًا؛ وأضاف الكاتب أن التفكير العثماني قد وجد نفسه بين السعوديين، ومحمد علي، ولا قبل للسلطان العثماني بمحاربتهما بجيش تركي، فاتخذ السلطان محمود خطته فضرب نجدًا بمصر؛ وتؤكّد الوثائق المنشورة الخلاف بين محمد علي والسلطان؛ لأن محمد علي كان حريصًا على أن يكون طريقه إلى نجد عن طريق الشام وطلب أن يكون واليًا عليها، بل أشارت الوثائق إلى أن محمد علي كانت له مطامع في جنوب اليمن .
|
|