الاعداد السابقة
|
دراسة تاريخية للعلاقات بين الحركة المهدية في السودان، والحركة السنوسية في ليبيا في نهاية القرن التاسع عشر، وهدف كاتبها إلى التعريف بهاتين الحركتين، والظروف التي مهدت لظهورهما، وفكرهما، وأهدافهما، وتقصي العلاقات بينهما، وقد رجع إلى بعض الوثائق والمراسلات التاريخية المتصلة بهما. واستهل بالتعريف بنشأة الحركة المهدية، وبفكرة المهدي، وتبنّي الشيعة لها، ثم تعرض لظهور الحركة السنوسية في ليبيا، فذكر أن من أبرز تنظيماتها الجماعة التي أسسها محمد بن علي السنوسي في البيضاء حيث بنى أول زاوية له، وقد حمل ابنه من بعده مسئولية قيادتها وأخبر أن والده قال لتابعيه: إن ابنه سوف يكون (المهدي المنتظر)، ولذلك سماه (محمد المهدي)، وكان السنوسي يهدف إلى توحيد المسلمين، ولم يقل بأنه المهدي المنتظر، وظهرت حركة جمال الدين الأفغاني في القرن التاسع عشر بإطارها الإسلامي الشامل، وقد تأثر المهدي (السوداني) بهذه الحركات، حيث كانت هناك اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين السودان وشمال أفريقيا وغربها، وحاول محمد أحمد المهدي السوداني إحياء العقيدة بالعودة إلى الإسلام في عهده الأول، ونبذ عبادة الأولياء، وممارسة الشعوذة، ورأى الكاتب أن الحركة المهدية حركة قومية حشدت التأييد لها على أسس دينية، وقد راسل محمد أحمد المهدي السوداني محمد المهدي السنوسي، وكان السنوسي على علاقة حسنة مع الأتراك وكانوا على اتصالات وثيقة معه، ويقر بمكانة السلطان العثماني بوصفه زعيمًا روحيًا للمسلمين، وقد ذكر أن السنوسي قد أعلن أنه ليس (المهدي) وأنه لن يعلن نفسه (المهدي)، وسعت بريطانيا إلى توثيق علاقاتها بالسنوسي، وانتهت إلى تنصيبها محمد إدريس محمد المهدي السنوسي ملكًا على ليبيا سنة 1950م، وقد أورد الكاتب صورًا من مراسلات القنصل البريطاني في طرابلس الغرب مع حكومته حول المهدي السوداني وخطاباته الموجهة إلى السنوسي ودعوته المسلمين إلى الجهاد.
|
|