تناولت المقالة سيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله، وهدف الكاتب إلى توضيح الإنجازات المهمة التي تحقّقت على يديه، وقد استهل مقالته بعرض دور الملك عبدالعزيز في توحيد المملكة، فحوَّل ضعفها إلى قوة، وحوّل تمزقها إلى كيان قوي راسخ؛ ثم بيّن حرص الملك عبدالعزيز على تطبيق الشريعة الإسلامية وأحكامها، رافعًا شعار التوحيد، ومتخذًا القرآن الكريم منهجًا وسلوكًا؛ ثم تطرق لأعمال الملك عبدالعزيز وهو يبني كيان الدولة وينشر الأمن في بواديها وحواضرها، وقد حوّل أهل الخيام إلى سكان هجر مستقرين، وربط أرجاء المملكة الواسعة بشبكات لاسلكية، وطرق معبدة، بالإضافة إلى عنايته بإنشاء الموانئ، وبناء المطارات؛ ثم أنه أعفى الحجاج من دفع الرسوم التي كانت ترهقهم؛ واهتم بالرعاية الصحية والتنمية الزراعية والنهضة التعليمية حيث ابتعث عددًا من أبناء المملكة إلى الخارج للوقوف على شتى المعارف والعلوم، كما عمل على توطيد علاقات المملكة بالعالم الخارجي، فأبرم المعاهدات والاتفاقيات، وانتهج سياسة حكيمة في علاقاته مع جميع الدول؛ وقد نشر الملك عبدالعزيز العدل والطمأنينة في ربوع المملكة؛ وكان معروفًا بقلبه الكبير وحبه لأبناء مملكته، وكان كريمًا نديّ الكف صبورًا عارفًا بنفوس العرب، وحكيمًا في معاملته للقبائل، وإنّ في حياة الملك عبدالعزيز بكافة جوانبها، وفي أخلاقه، وفي ذكائه، وفي سجاياه، وفي سيرته الحربية موردًا غنيًا للمعلومات عن القائد المؤسس لهذه المملكة العظيمة؛ وقد سار أبناء الملك عبدالعزيز على الطريق نفسه الذي اختطّه، وها هي المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز تسير بخطى واسعة في سبيل التقدم والازدهار.