الاعداد السابقة
|
كان التسليم ببقاء العثمانيين يحكمون الأحساء إثر حملتهم العسكرية عليها عام 1288هـ/ 1871م، بعد استغلالهم استنجاد الإمام عبدالله بن فيصل بهم بسبب نزاعه مع أخيه سعود على الحكم بعد وفاة والدهما الإمام فيصل بن تركي، أمرًا غير وارد في حسابات آل سعود. غير أن المفاجأة أن يكون المباغت لهم هو عبدالرحمن بن فيصل الموجود في بغداد منذ 24شعبان 1289هـ/ 18 أكتوبر 1872م عندما قدم إليها ومعه فهد بن صنيتان آل سعود(1) وفرحان بن خيرالله(2)، ممثلاً لأخيه سعود بن فيصل عندما قبل العثمانيون بمبدأ التفاوض معه حول إمكانية انسحابهم من المنطقة وتسليمهم حكمها له عبر وساطة الحاج أحمد بن محمد خان(3). غير أن إخفاق تلك المفاوضات بسبب تعنت العثمانيين في شروطهم ومعارضة سعود بن فيصل الصارمة لها ورفض الإمام عبدالله بن فيصل القبول بحكم العثمانيين للمنطقة وأن يكون بمثابة تابع لهم، مما جعل العثمانيين يحسمون أمرهم ويوقفون المفاوضات ويضعون الأمير عبدالرحمن وفهد بن صنيتان تحت الإقامة الجبرية في بغداد مع السماح لفرحان بن خيرالله بالعودة في 1 ذوالقعدة 1289هـ/ 16 يناير 1873م(4). ويبدو أن سبب احتجازهما كان للضغط على سعود بن فيصل للقبول بالشروط العثمانية. خبر عبدالرحمن بن فيصل في أثناء إقامته في بغداد أحوال الدولة العثمانية وإمكانياتها، وتاق للعودة إلى وطنه وقد خالجه أمل تاق إلى تحقيقه في محاولة مفاجأة العثمانيين بهجوم مباغت يستخلص الأحساء من قبضتهم. لاح له الأمل بصدور أمر سلطاني برفع قيود الإقامة الجبرية عنه وعن مرافقه فهد بن صنيتان في 2 صفر 1291هـ/ 22 مارس 1874م وتخييره بين منحه راتبًا شهريًا وإيجار منزل لهما في بغداد إن أراد الإقامة بها أو السماح لهما بمغادرتها(5). وكانت مبررات السماح لهما هدوء الأحوال واستتباب الأمن في الأحساء والقطيف. وقد ورد في الأمر إشارة توحي بأن السماح صدر بسبب ذلك رغم عدم استكمال مدة الاحتجاز لهما في بغداد مما يوحي بأنه قد حددت فترة محددة للإقامة الجبرية لعبدالرحمن بن فيصل في بغداد(6). ويذكر لوريمر أن سعود بن فيصل طلب وساطة المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي للتدخل في الإفراج عن عبدالرحمن بن فيصل وفهد بن صنيتان وقد أبلغ المقيم البريطاني ذلك للقنصل البريطاني في بغداد ولسفير بلاده في الآستانة، ويعتقد أنه كان لمساعيهما أثر في إطلاق سراحهما(7). وقوَّى هذه المزاعم رسالة بعث بها عبدالرحمن بن فيصل من البحرين إلى المقيم السياسي البريطاني في الخليج في 18 رجب 1291هـ/3 سبتمبر1874م، ذكر فيها أنه كان ينوي عند مغادرته بغداد التوجه إلى البصرة ومنها يلحق بقارب بخاري يتجه إلى بوشهر لمقابلة المقيم السياسي البريطاني وتسليمه رسالة موجهة إليه من القنصل البريطاني في بغداد، إلا أنه لم يتمكن بسبب مغادرة ذلك القارب قبل وصوله، مما أخر إرسالها إليه، ولذا يرسلها برفق رسالته هذه، طالبًا من المقيم ألا يحرمه من تبادل الأخبار بينهما. وقد رد عليها المقيم السياسي البريطاني في 25 رجب 1291هـ/ 7 سبتمبر 1874م، معبرًا عن سعادته بالاطمئنان على صحته وسلامته وتطلعه لسماع أخباره(8). ولا تدل هذه الاتصالات على علاقة خاصة بين الأمير عبدالرحمن بن فيصل والإنجليز أو مساندة لتطلعاته في مباغتة العثمانيين في الأحساء، وإن كان الإنجليز يراقبون باستمرار تهديدات العثمانيين لوجودهم في البحرين
|
|