الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة نشأة فن البديع، ويهدف كاتبها إلى عرض وجهات النظر المتصلة بظهور البديعيات، وقد رجع إلى كتب تاريخ الأدب العربي والبلاغة والبديع والنقد الأدبي. وبدأ بالتعرض لكثرة الآراء المطروحة حول نشأة البديعيات، متناولاً ثلاثة شعراء هم: علي بن عثمان بن علي بن سليمان الأربلي المتوفى سنة 670هـ، وصفي الدين الحلي المتوفّى سنة 750هـ، ومحمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي المتوفّى سنة 780هـ. ورأى أن القدماء كانوا على إجماع تقريبًا بأن صفي الدين الحلي كان أول من نظم ما أسماه "بديعية". ودرس المفكرون المحدثون نشأة البديعيات، وكان لهم آراء متباينة فيها، فرأى زكي مبارك أن البديعيات كانت من آثار قصيدة "البردة"، حيث عارضها ابن جابر الأندلسي وابتكر فنًا جديدًا هو "البديعيات"، أما محمود الربداوي فقد رشّح صفي الدين الحلي للريادة في هذا الفن، لأنه سبق ابن جابر في نظم أوائل البديعيات، لكن أحمد إبراهيم موسى رأى أن علي بن عثمان الأربلي هو السابق إلى نظم البديعيات، مستوحيًا موقفه مما ذكره ابن معصوم المدني في مقدمة شرح لبديعية الأربلي الموسومة بعنوان "أنوار الربيع في أنواع البديع". ولم يعدّ الباحث "البردة" من البديعيات، كما يستبعد ريادة ابن جابر في فن البديعيات لأن الحلي والأربلي كانا في مدة أسبق من ابن جابر بثلاثين سنة في الأقل، وقصيدة الأربلي لا تملك من مقومات البديعية سوى اشتمال أبياتها على نوع بديعي في كل بيت، والقصيدة لم تكن في المديح النبوي، وكانت على غير البحر البسيط وروي الميم المكسورة، وتقع في 36 بيتًا فحسب، ولذلك لم تكن قصيدة بديعية مكتملة. وخلص الباحث إلى أن الحلي هو أول من نظم بديعية واضحة المعالم من 145 بيتًا من بحر البسيط، تشمل 150 نوعًا من محاسن البديع وضحها في أبيات قصيدته. كما أنه كان أول من أطلق اسم البديعية في قصيدته "الكافية البديعية في المدائح النبوية".
|
|