البحث في المجلة العنوان كتاب نيل المنى بذيل بلوغ القرى لتكملة إتحاف الورى رقم السنة : التاسعة والثلاثون
أختر نوع البحث المؤلف جار الله بن العز بن النجم بن فهد المكي التنصنيف مراجعات كتب رقم العدد : العدد الاول
الاعداد السابقة

من المعروف أن كتاب (نيل المنى بذيل بلوغ القرى لتكملة إتحاف الورى)، لجار الله بن العز بن النجم ابن فهد المكي(1)، من الكتب المكية القليلة، التي كتبت فيها الأحداث اليومية لمكة المكرمة، ومن ثم فهو من الكتب النادرة التي تناولت الحياة اليومية في مكة المكرمة، بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية، وباستخدام المنهج التاريخي الوصفي، حيث وصف فيه مؤلفه الزواجات والأفراح وحفلات الختان، وحالات الرخاء الاقتصادي وركوده، والتأثيرات السياسية في الجو العام لمكة المكرمة، وأحداث الحرم وحلقاته التعليمية، بل وبعض العادات الخاصة ببعض الأسر في مكة دون غيرها. وقد استقت الدكتورة عواطف بنت محمد نواب جزءًا كبيرًا منه مادة لبحثها المعنون بـ (ملامح الحياة الاجتماعية في مكة المكرمة خلال القرن العاشر في ضوء كتابي بلوغ القرى للعز ابن فهد ونيل المنى لجار الله بن فهد)(2). والذي تناولت فيه الباحثة كثيرًا من المصطلحات التي تركها محمد الحبيب الهيلة في تحقيقه للكتاب، وشرحتها، وفندتها بطريقة علمية، كما قارنت بعض النصوص الواردة عند ابن فهد بمن جاء بعده، كمحمد عمر رفيع، ومحمد علي مغربي. بالإضافة إلى من كتب عن مكة المكرمة ممن زارها من الرحالة، خصوصًا في النواحي التعليمية والاجتماعية والاقتصادية، كسنوك هورخرونيه، وبيرتون، وغيرهما. وهي بذلك سدت جزءًا من الفراغ الذي تركه المحقق، ولكن لأهمية الكتاب، كما سبق القول، وكونه مرجعًا مهمًا من مراجع التاريخ المكي، ولأن المؤلف كتب تاريخه بطريقة شاملة، ولم يركز على ناحية دون أخرى، نجد أن في الكتاب بعض الأخطاء التاريخية، التي لا يمكن أن تقع من عامي مكي، فضلاً عن مؤرخ موسوعي مثل ابن فهد، كما هو واضح من ترجمته، كما أن المحقق لم ينبه عليها، ولم يُشرْ إليها في حواشيه على الكتاب. ويمكن تلخيص أبرز الملاحظات في ثلاثة محاور رئيسة: المحور الأول: النص الذي كتبه ابن فهد وسأشير في هذا المحور إلى بعض الملاحظات في النص الذي كتبه ابن فهد، ولن أتطرق إلى النصوص التي ذكر المحقق أنها من إضافات قطب الدين النهروالي(3)، فهذه تحتاج إلى بحث وحدها(4)، كما أني لن أتطرق إلى النصوص، التي أوردها ابن فهد، ولا تتعلق مباشرة بمكة المكرمة، لأنها إنما جاءت عرضًا في الغالب، ولا علاقة مباشرة لها بموضوع الكتاب، وقد يكون لابن فهد العذر في حال ما إذا نقلها أو أوردها، بدون دقة أو تحقيق، لبعده عن مكان حدوثها، وهو إنما يروي ما سمع. كما أن تتبعها سيضطرني إلى البحث فيما لا علاقة لي به. وقد تتبعت فقط بعض النصوص المكية، لأن فيها أخطاء من المستبعد، بل من المستحيل، أن يقع فيها مؤرخ مثل ابن فهد ومكانته العلمية. كما أن هناك كثيرًا من النصوص تجاوز فيها المؤلف حدود اللياقة والأدب في سرده لبعض الأحداث، وتدنى لمستوى السوقة، أو عوام العوام، في كثير من صفحات الكتاب، فهو لم يترك عائلة إلا ونسب إليها فحشًا، كما أفحش في وصفه لبعض معاصريه من القضاة والعلماء