الاعداد السابقة
|
احتلت عمان موقعًا جغرافيًا متميزًا على الخريطة العالمية، فهي تقع في الركن الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، مطلة على الخليج العربي، وخليج عمان، والبحر العربي، فضلاً عن إشرافها على مضيق هرمز الممر المائي المهم الذي يربط الخليج العربي ببحر عمان. كما أن الساحل العماني من الأشكال النموذجية للسواحل العالمية، لما تميز به من خلجان وأخوار وانحناءات، فضلاً عن عمق مياهه، وإحاطة معظم شواطئه بسلاسل جبلية شاهقة وفّرت له الحماية اللازمة من الرياح والعواصف البحرية، وحركة رياحه الموسمية، وإمكانات مناطقه الداخلية الزراعية والصناعية. كل تلك العوامل والمميزات أسهمت بصورة واضحة في نشوء سلسلة من الموانئ والمرافئ التجارية الساحلية المهمة، وأدت دورًا عالميًا نشطًا في مجال المبادلات التجارية مع موانئ البلدان الأخرى، وأصبحت مركزًا تجاريًا وسوقًا ضخمًا للبضائع المحلية والمستوردة، وموانئ نشطة لتجارة العبور (الترانزيت) بين منطقة الشرق (الهند والصين وبلدان شرق آسيا) من جهة، وبلدان الخليج العربي، والجزيرة العربية، وشرق أفريقيا، وبلدان بحر الروم (البحر الأبيض المتوسط) من جهة أخرى. ولأهمية موانئ الساحل العماني في التجارة والملاحة الدولية عامة، ودورها في تنشيط حركة السلع التجارية بين عمان وبلاد الهند خاصة، تأتي هذه الدراسة، هادفة إلى التعريف بموانئ الساحل العماني، وإبراز أهميتها التجارية محليًا ودوليًا، وتوضيح دورها في تنشيط حركة السلع والبضائع التجارية بين عمان وبلاد الهند، من بداية القرن الرابع إلى نهاية القرن السابع الهجري/ القرن العاشر إلى الثالث عشر الميلادي. اعتمدت هذه الدراسة على النصوص الواردة في المصادر والمراجع لإثبات كثير من المعلومات والحقائق التي وردت فيها، مستخدمين في ذلك المنهج التاريخي في جمع المادة العلمية وعرضها وترتيبها، مع الحرص- في كثير من الأحيان - على الاعتماد على الاستنتاج والتحليل طريقًا في الوصول إلى النتائج التي خرجت بها هذه الدراسة.
|
|