الاعداد السابقة
|
دراسة تاريخية تناولت أهمية البحر الأحمر لكونه معبرًا دوليًا يتوسط بلدان الشرق الأوسط ذات المضمون الإستراتيجي البارز في حلبة التنافس بين الدول، واستعرضت هذا التنافس ومظاهره وتاريخه، وهدف كاتبها إلى بيان أسباب أهمية البحر الأحمر ومراحل السيطرة على منافذه وتجارته والأقطار المطلّة عليه، وقد رجع إلى طائفة من المصادر عن تاريخ الأقطار المطلة على البحر الأحمر في العهود المختلفة، وعن البحر الأحمر. ومهد بمقدمة بيّنتْ أهمية البحر الأحمر وبخاصة عقب فتح قناة السويس، ثم استعرض تاريخ البحر الأحمر وتسمياته المختلفة كالبحر الفرعوني وبحر القلزم، وتطرق إلى ظروف الملاحة فيه، وكثرة الصخور والشعب المرجانية، وما يهب عليه من رياح وأعاصير، وناقش دور مصر واليمن وارتباط تاريخهما بهذا البحر. واستعرض سياسة الفراعنة والبطالمة فيه والعناية ببناء الأساطيل التجارية، وكذلك الموانئ على سواحله، ثم تناول تحول التجارة الشرقية للموانئ المصرية التي قام الرومان بتحسينها وربطها بطرق آمنة، وذكر أن الضعف بدأ يدبّ في السيادة الرومانية على هذا البحر خلال القرنين الثالث والرابع؛ وعقب انقسام الإمبراطورية الرومانية ورثت بيزنطة نفوذها في البحر الأحمر، ثم تحول إلى ميدان للصراع بين فارس وبيزنطة، وتواصل هذا الصراع حتى ظهور الإسلام الذي وضع حدًا للتدخل الأجنبي ونقل مركز الثقل إلى شمال الجزيرة من جنوبها، حيث احتلّ الحجاز مركز الصدارة في صدر الإسلام، ثم انتشرت الفتوحات الإسلامية وأصبح البحر الأحمر بحيرة عربية، ثم تناول الباحث وضع الملاحة في البحر الأحمر في العصرالأموي، والعباسي، والفاطمي، والمملوكي، والعثماني، وتابع الصراع الأوروبي للسيطرة على البحر الأحمر، فذكر أن فتح قناة السويس سنة 1869م وكان أحد مظاهر هذا الصراع، وقد استطاع الأوربيون أن يمدوا نفوذهم الاستعماري إلى البحر الأحمر وكثير من البلاد المطلة عليه، وخلص إلى أن الحديث عن "أمن البحر الأحمر" يمثل رد الفعل العربي الإسلامي لزحزحة السيطرة الغربية عنه.
|
|