الاعداد السابقة
|
شهد القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، ظهور عدد من العلماء المسلمين الذين كتبوا في الجغرافيا، من أهمهم: الإصطخري، وابن حوقل، والمقدسي. وقد هدف الباحث من دراسة أعمالهم إلى رسم خريطة دينية ومذهبية، وحصر عرضه لهذه الخريطة في دائرة البلدان التي تشكل القسم الغربي من آسيا الإسلامية، ورجع لمصادر التراث الجغرافي العربي الإسلامي وما كُتب عنه فيما يتصل بمنطقة الدراسة، وقد ذكر أن العالم الإسلامي في قارة آسيا آنذاك كان يمتد من الشواطئ الشرقية للبحرين الأحمر والأبيض في الغرب، حتى يشمل السند وبلاد ما وراء النهر في الشرق، ومن المحيط الهندي في جزئه الذي يطلق عليه بحر العرب في الجنوب إلى الأقسام الجنوبية من بحر قزوين في الشمال، وهذه منطقة شاسعة، لذلك فقد غطى شبه الجزيرة العربية، فبلاد الشام، ثم الجزيرة الفراتية. وقد ذكر الباحث أن مؤلفات جغرافيي المسلمين المبحوثين تعالج العالم الإسلامي فقط، وهذا يعني أن الخريطة التي حدد معالمها من خلال هذه المؤلفات تعدّ خريطة العالم الإسلامي في الجزء الغربي من آسيا الإسلامية في القرن الرابع الهجري. وفي إطار منطقة الدراسة كانت توجد أقليات دينية: نصرانية، ويهودية، وصابئة متفرقة داخل بعض أقاليم غربي آسيا الإسلامية. كما أن المسلمين في منطقة الدراسة لم يكونوا جميعًا أتباع مذهب واحد. وشمل عملُ الباحث الجماعات المذهبية والأقليات الدينية في رسم معالم الخريطة التي توضح جوانب من التاريخ الإسلامي في فترة الدراسة. ومن أهداف تحديد المناطق التي كانت توجد بها الأقليات الدينية دون الخوض في مبادئها. ثم عرض نتائجه التي تبرز انتشار مذهب أهل السنة والجماعة، والتسامح الإسلامي مع الأقليات الدينية في منطقة الدراسة، وموضوعية المعلومات الجغرافية عنها.
|
|