الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب أسلوب الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في الإدارة، للكشف عن خصائصه وتأثيره، وقد دُرس الموضوع من عدة زوايا شملت أسلوبه في إدارة البادية، وإدارة الحاضرة، وأسلوبه في الإدارة في وقت الحرب وفي وقت السلم، وفي أول عهده ثم بعد توحيده للمملكة، وتعامله مع من يثق بهم، ومع حديثي الولاء له، فالتناول من هذه الزوايا يتكاتف ليقدم لنا الخصائص العامة لأسلوب الملك عبدالعزيز في الإدارة. واصطبغت علاقته مع البادية إما بالصداقة أو الفتور، فترك لمن يثق به إدارة ما يدخل في محيط سلطته كما يشاء مكتفيًا برسم خط السياسة العامة له بما يساعد على تنفيذ خططه الحربية. وكان يلزم الحذر والحيطة ممن يدخل في حوزته حديثًا فيحتفظ ببعض جوانب السلطة في يده، وبهذا عمل على تحقيق التوازن في إدارة المناطق، وكان يختار الأمراء متوخيًا توافر الأمانة والصدق واليقظة والنشاط فيهم. وفي أيام السلم حرص على نشر الأمن والاستقرار، وتوطين أهل البادية. وبحثت وسائل الإدارة التي استخدمها. وبعد توحيد المملكة اتضحت معالم الإدارة العامة للدولة أكثر، فكان الملك مصدر السلطان وهو يتقيد بالشرع، وكان له عدد من الموظفين في ديوانه يعرضون عليه الأمور، ويأتمرون بأمره في التصرف بشأنها، وكانت الدولة مقسمة إلى إمارات، وقد أدخل إلى نجد بعض ما وجده من أساليب التنظيم في الحجاز، واستعان بالموظفين المدربين، وأدخل النظام الصحي، ونشر التعليم، واستخدم اللاسلكي، وأصدر النظام الأساسي سنة 1345هـ، وأصدر مرسوم توحيد اسم المملكة سنة 1351هـ. وحصرت أعمال الدولة الرئيسة في الأمور الشرعية، والداخلية، والخارجية، والمالية، والتعليمية، والعسكرية، ثم صدر نظام مجلس الشورى، واستحدث مجلس الوكلاء سنة 1350هـ. وإجمالاً اتسمت الإدارة بالتطور والتنظيم المتواصل لتشمل شتى جوانب الحياة العامة
|
|