الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب سيرة الليث بن سعد بن عبدالرحمن القهمي، للتعريف بشخصيته ونشأته وطلبه للعلم ومكانته العلمية ومناقبه وعلماء الحجاز الذين أخذ عنهم وتأثر بهم، وقد رجع إلى كتب التاريخ والتراجم التي تحدثت عن المترجَم له؛ وتراوح المدى الزمني لسنة ميلاده في المصادر ما بين سنة 92هـ وسنة 94هـ، ورجَّحَ ميلاده سنة 94هـ، وقد نشأ في بيت علم وصلاح، وبدأ بحفظ القرآن الكريم ودراسة علومه والحديث الشريف وعلوم العربية، وقد ارتحل إلى عدد من الأمصار طلبًا للعلم، فارتحل إلى الحجاز ثم إلى العراق؛ وقد تناول الكاتب عوامل الرحلة في طلب العلم إلى الحجاز في القرون الثلاثة الأولى للهجرة فهي مهد النبوة ومهبط الرسالة، ولأن مكة المكرمة والمدينة المنورة شهدتا فجر التشريع الإسلامي وحياة الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته رضي الله عنهم، وأشار الكاتب إلى كثرة العلماء فيهما وازدحام الحرمين الشريفين بالحلقات والدروس العلمية، وقد ارتحل الليث بن سعد إلى مكة المكرمة سنة ثلاث عشرة ومئة، وسمع من علمائها الحديث حيث أخذ عن شهاب الدين محمد بن مسلم الزهري إمام عصره في الحديث، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعطاء بن أبي رباح، وهشام بن عروة، وعبدا$ بن أبي مليكة وغيرهم. وقد تبوأ الليث مكانة عالية بين أئمة عصره من المحدثين والفقهاء لفطنته وعلمه، وكان محدثًا ثبتا وثقة، وعرف بجوده وكرمه، وقد أثنى عليه العلماء بوصفه كثير العلم صحيح الحديث، وقد توفي في شعبان سنة 175هـ، وقد فصّل الكاتب في تناول علماء الحجاز الذين أخذ عنهم الليث مثل نافع بن عبدالرحمن بن أبي نعيم أحد القراء السبعة، ومحمد ابن مسلم بن عبيدا$ بن عبدالله بن شهاب الزهري القرشي المدني، وعبد ربه بن سعيد بن قيس الأنصاري، وربيعة بن أبي عبدالرحمن التيمي المدني، وعمرو بن دينار المكي، وسعيد بن أبي كيسان المقرئ المدني، وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي وغيرهم؛ وانتهى الكاتب إلى بيان ميل الليث إلى مدرسة المدينة المعتمدة في أحكامها واستنباطاتها على حديث رسول صلى الله عليه وسلم.
|
|