الاعداد السابقة
|
ترجم الكاتب للعلامة يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر بن عاصم النمري القرطبي المكنى بأبي عمر، والملقب بجمال الدين، وينتهي نسبه إلى النمر بن قاسط، وهدف إلى التعريف بشخصيته وحياته ونشاطه، وقد ولد سنة 388هـ ونشأ في قرطبة التي كانت عاصمة الخلافة الأندلسية ومدينة العلم والثقافة والحضارة، وقد كثر فيها الشعراء والعلماء، كما أقام فيها عدد من التابعين وتابعي التابعين، وقد امتاز أهل قرطبة والأندلس بالحرص على طلب العلم وتنافسوا في اقتناء الكتب، وانتشرت فيها المكتبات ودكاكين الوراقين، وقد نشأ أبو عمر في هذه البيئة العلمية والثقافية المزدهرة، وفيها تفقّه وأخذ العلوم عن فطاحل العلماء وخاصة علوم التوحيد والفقه والحديث، وأتقن علوم السنة والقراءة ضبطًا وحفظًا وفهمًا، وعرف بحافظ الأندلس، وكان مناصرًا للسنة قامعًا للبدع، وكان مجتهدًا ذكيًا في استنباط المسائل الفقهية والأحكام الشرعية، وقد تنقل في أرجاء الأندلس، وتولّى قضاء لشبونة، ونزل إشبيلية، وكان أبو عمر أديبًا شاعرًا مجيدًا في النثر والشعر، وألّف في ميدان الأدب ما يدلّ على مكانته المتميزة، وقد جمع في كتابه بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذهن والهاجس نوادر وطرفًا ممتعة، وقد قال شعرًا في أغراض متنوعة، فله شعر في العلم والحض على طلبه، وله شعر أخلاقي يحث فيه على الاستقامة وتقوى الله عز وجل في السر والعلن. ولأبي عمر أكثر من خمسين مؤلَّفًا موسوعيًا في الحديث والفقه والتوحيد والتفسير والتاريخ والأدب، وقد ارتحل إلى مدينة شاطبة وفيها أدركته الوفاة سنة 364هـ وقد اختتم الكاتب سيرة أبي عمر بن عبد البر بعرض قصيدة من شعره حافلة بالعظات والمعاني العميقة.
|
|