الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب أهم مصادر الشعر في حروب الردة توضيحًا لطبيعة النصوص والقصائد وشعرائها ومميزاتها، وقد رجع إلى كتب المغازي والتاريخ والشعر. وقد بدأ ببيان علاقة الشعر بالحرب وانعكاسها فيه، ولم يكن شعر العرب بمعزل عن حروبهم في صوره، وألفاظه، ومعانيه، وموسيقاه. وقد اهتم دارسو الأدب ببحث شعر الحروب في مختلف حقبه وبيئاته، وتأتي الدراسة الحالية في هذا الإطار. وعندما تناول النصوص الشعرية المبحوثة لاحظ أنها ثمانية وسبعون نصًا لستة وخمسين شاعرًا. وتكثر المقطعات بين النصوص حيث تصل إلى خمس وخمسين مقطعة، تليها في الكثرة الأراجيز، ثم القصائد. وبالنسبة إلى القصائد فيغلب عليها قصر النفس، حيث قيلت وسط المعارك أو في ظلالها، وهي تقترب من المقطعات، ولا تتجاوز أطوالها اثني عشر بيتًا. وأما المقطعات فقد انفرد كتاب الردة لأبي عبدالله محمد بن عمر الواقدي بإيراد خمس وخمسين مقطعة لم ترد في أي مصدر آخر، عُرف شعراء سبع وثلاثين منها؛ ثم تناول الكاتب الأراجيز وقد انفرد كتاب الردة بتوثيق أربع عشرة منها جاءت جميعًا على مشطور الرجز، وتبلغ النصوص التي سبق إلى ذكرها أربعة وأربعين، منها أربعون قد عرف قائلوها، وأربعة غُفْل. وقد وجد الكاتب من دراسته لتوزيعها أن منها ثماني قصائد إحداها للزبرقان بن بدر التميمي يفتخر فيها بالوفاء، وبقدومه على أبي بكر الصديق بإبل الصدقة في فترة حروب الردة، وبأخرى للحارث بن مالك الطائي، يفتخر فيها بوفاء قبيلته، وقدوم زعيمها عدي بن حاتم الطائي وزيد الخيل الطائي بإبل الصدقة على أبي بكر الصديق في المدة المذكورة آنفًا نفسها أيضًا. كما انفرد الكتاب بأربع وثلاثين من المقطعات، عرف قائلو إحدى وثلاثين منها، ومن بينها مقطعتان لشاعر رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ حسان بن ثابت، وتفرد المصدر المدروس بذكر ثلاث أراجيز إحداها لخالد بن الوليد قالها قبل احتدام معركة اليمامة، وانتهى الكاتب إلى أن المصادر التي وثقت الشعر المدروس قد أنقذته من الضياع .
|
|