الاعداد السابقة
|
الموضوع الجوهري لهذه المقالة هو سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من خلال شعر السيرة الذي يعد ديوانًا ضخمًا يضم مئات القصائد والمقطوعات، ويحاول الكاتب أن يبرز الضعف في منهجية ابن إسحاق وابن هشام في معالجة شعر السيرة، فأولهما جعل من بعض القصائد الشعرية نقائض لقصائد أخرى لا تناسبها، ثم إنه حشر بعضها ضمن أحداث لم تكن السبب المباشر فيها، وأما ثانيهما فلم ينبّه على هذا الخطأ فلعلّه لم ينتبه لذلك، وقد حصل هذا في القصائد التي تدور حول أحداث أُحُد وأحداث بني النّضير، وقد رجع الكاتب لمصادر السيرة النبوية الشريفة، ودراسات شعر السيرة. إن شعر السيرة متعدد المناحي متنوع الأغراض، ومما يجدر تناوله تحقيق نصوصه وتوثيقها توثيقًا علميًا، والدراسات التي تناولت شعر السيرة لم تول الجانب التوثيقي التدقيق والعناية، وقد حلّل قصيدتين لكعب بن مالك، وتبين أن الروي والبحر مختلفان، وناقش الكاتب ما ذهب إليه ابن إسحاق من أن لامية كعب بن مالك هي ردّ على ثلاث قصائد، اثنتين لضرار بن الخطاب، والثالثة لعمرو بن العاص، لكن الكاتب قد أبدى من الأسباب ما يجعل قصيدة كعب نقيضة لقصيدة أو قصائد أخرى ضاعت إما لنفس الشاعرين وإما لغيرهما، حيث أن ضرارًا قد نظم قصيدته على بحر البسيط، ورويها مختلف، ونظم عمرو بن العاص قصيدته على بحر الكامل المجزوء وحرف الروي هو الواو، ونظم كعب بن مالك قصيدته على بحر البسيط ورويها هو اللام، وهذا يخالف روي القصائد الثلاث، ولم يذكر كعب بن مالك في قصيدته اسم أحدهما لا تلويحًا ولا تصريحًا، وكانت معاني قصيدة كعب لا تلائم الردّ المنتظر على أغراض وقصائد خصميه ومعانيها
|
|