الاعداد السابقة
|
يتناول الكاتب سيرة أبي دلف الخزرجي مستهدفًا كشف الجوانب الجغرافية والرحلات في حياته بالرجوع إلى كتب التراجم والأدب والجغرافيا والرحلات. وقد استهلت المقالة بالتعريف بحياته وأدبه، ثم وصفت رحلتيه، وكانت أولاهما بمثابة رحلة سياسية حيث نزل في بخارى عاصمة الدولة السامانية التي كانت تحكم خراسان وما وراء النهر، وارتحل إلى إمارة نصر بن أحمد الساماني الذي حكم من سنة 300-331هـ/ 912-942م، فأحاطه الأمير ووزيره بعطفهما، حتى إذا جاءت سفارة صينية تخطب ابنة أمير بخارى لأحد أمراء الصين، أبى الأمير أن يلبي تلك الرغبة، فيعرض الوفد تزويج أحد ولده من ابنة ملك الصين فيقبل، فيقرر الأمير أن يكون أبو دلف في الوفد الذي سيتوجه إلى الصين لإحضار الفتاة إلى زوجها سنة 331هـ/ 942م، فعبر بلاد التركستان والتبت ثم دخل الصين، وبعد ذلك عاد إلى الهند فخراسان وبلاد ما وراء النهر. أما رحلته الأخرى فقد ساح خلالها في أقاليم عديدة من أواسط آسيا في إيران، والقوقاز، وأرمينيا، وخراسان، وأذربيجان، وكان الصاحب بن عباد الوزير البويهي قد شجعه على وضع رسالة في وصف هذه الرحلة، وقد جرى تناول الوقائع التي رواها أبو دلف عن رحلته الأولى، وعرضت المقالة فصلاً من مشاهداته في رحلته الثانية وبخاصة فيما يتصل بقلعة ملك الديلم، وأذربيجان، وشروان، وأرمينية، ومدينتي الري، ورام هرمز. ونوقشت أهمية رحلتي أبي دلف من الوجهة العلمية والتاريخية، وبحث في أهمية الرحلتين للبحث العلمي، والحقيقة التاريخية في كتابات عدد من المستشرقين والمؤرخين العرب. والخلاصة أن رحلات أبي دلف تصنّف في عداد الرحلات الجغرافية المعنية بالجغرافيا الحيوية والاقتصادية وتكشف عن معرفته الكيميائية الصيدلانية.
|
|