الاعداد السابقة
|
درس الباحث الوثائق الخاصة بسكة حديد الحجاز في دار الأرشيف العثماني بهدف بيان أهميتها في تغطية الموضوع ومعالجته. وبين أن الإرادة السنية قد صدرت بإنشاء سكة حديد الحجاز في عام 1318هـ / 1900م ليربط دمشق بالمدينة المنورة ثم مكة المكرمة، فشكِّلت لجنتان للإشراف على المشروع ألحقت بهما لجان إضافية لتنفيذ المشروع وجمع التبرعات له، فتم المشروع خلال ثمانية أعوام وكان طول السكة ألفا وثلاث مئة كيل ما بين دمشق والمدينة المنورة، يضاف إلى ذلك أكثر من ثلاث مئة كيل تفرعت عن السكة فيما بعد مارةً في سوريا وفلسطين. وقد تميزت المرحلة الأولى لننفيذ المشروع برعاية السلطان عبد الحميد الثاني نفسه، ووُظِّفَ المشروع في تقوية النفوذ العثماني في سوريا والجزيرة العربية، وزيادة تأثير سياسة الوحدة الإسلامية، وأما في المرحلة الثانية فقد ابتدأت بعد إسقاط عبد الحميد الثاني عام 1327هـ / 1909م وتسلم حزب تركيا الفتاة الحكم، وقد تميزت بتركيز الدولة على الأهداف الإستراتيجية والاقتصادية للمشروع، وبذلت الجهود لتطوير ميزانية الخط. وقد جرى تناول فهرسة الوثائق المتصلة بالموضوع، حيث قام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإستانبول، ومركز الوثائق والمخطوطات بالجامعة الأردنية في عام 1406هـ /1986م بنشر فهرس شامل لوثائق الدولة العثمانية المحفوظة بدار الوثائق التابعة لرئاسة الوزراء بإستانبول، وتبين أنه تتوافر سجلات للمعاملات الخاصة بسكة حديد الحجاز في دفاتر الوارد والصادر، كما تضم وثائق الباب العالي للفترة بعد عام 1332هـ/1914م في قسم الوثائق السياسية وثائق خاصة بالسكة، وبالولايات العربية والبحر الأحمر، تضاف إليها دفاتر ميداليات خط سكة حديد الحجاز للأعوام من 1419-1322هـ. ويسرت فهارس هذه المجموعات تحديد واسترجاع الوثائق المتاحة المرتبطة بالموضوع المبحوث، وتتوقف الوثائق المسموح الاطلاع عليها عند عام 1332هـ/ 1914م، وأما النواحي السياسية والإدارية المتصلة بالمشروع لفترة ما بعد عام 1332هـ/ 1914م، فيمكن استخدامها من محافظ قرارات مجلس المبعوثان المشتمل على قرارات الدولة منذ عام 1326هـ/ 1908م حتى ما بعد الحرب العالمية الأولى. والخلاصة أن دراسة المشروع سوف تثرى بالاطلاع على الوثائق الغربية والبريطانية المتصلة به خاصة.
|
|