الاعداد السابقة
|
دراسة تاريخية تتناول الإستراتيجية العسكرية الإسلامية في غزوة الخندق ومضمون الكتابة التي وجدت على جبل سلع بالمدينة، ويهدف كاتبها إلى بيان خصائص تلك الإستراتيجية، ثم تحقيق المادة المحفورة على جبل سلع بعد حفر الخندق، وقد رجع إلى كتب الحديث الشريف والسنة النبوية المطهرة ومغازي الرسول صلى الله عليه وسلم وكتب التاريخ التي تطرقت إلى موضوع الدراسة؛ ومهّد لدراسته بالحديث عن المقومات الرئيسة للإستراتيجية العسكرية الإسلامية في غزوة الخندق وقيامها على الصمود في الدفاع، وأشار إلى أن المسلمين بعد تلك الغزوة من الانتقال إلى الإستراتيجية الهجومية، واقتحام آخر معقل لليهود بالمدينة بحصار بني قريظة، وتطهير المدينة وما حولها من اليهود الذين شكلوا أكبر خطر على الوجود الإسلامي، وقد استعرض الكاتب الظروف التي سبقت حفر الخندق؛ إذ استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في اجتماع عام عقده بمسجده بالمدينة فتقرّر أن يتحصّن المسلمون في المدينة للدفاع عنها، واختيرت المنطقة الشمالية لتكون خط الدفاع الرئيس، وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بما أشار به سلمان الفارسي ــ رضي الله عنه ــ من حفر خندق حول المنطقة المكشوفة التي توقعوا أن يكون هجوم العدو منها، وعمل المسلمون في حفر الخندق، وأقبلت قريش وغطفان بخيلها ورجلها ونزلوا بمجتمع الأسيال من رومة بين الجرف وزغابة، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان المشركون يتراشقون مع المسلمين بالنبال؛ وقد حدث أن أسلم من غطفان نعيم بن مسعود دون أن يعلم المشركون بذلك مما ساعده على حرية التحرك بين صفوف المشركين واليهود وبثّ الفرقة وزعزعة الثقة بينهم، والحربُ خدعة، وقد نجحت خطة نعيم بن مسعود في فك حصار المشركين للمسلمين بعد أن أصابهم الإعياء، وواكب ذلك أن أرسل الله ريحًا عاتية في ليال شديدة البرد فأكفأت قدورهم، وطرحت أبنيتهم، ودعاهم أبو سفيان للارتحال فارتحلوا، وأمر الله رسوله بالمسير إلى بني قريظة. ثم بحث الكاتب حقيقة والكتابة على جبل سلع ومضمونها، وخلص إلى أنها نُحتت في وقت لاحق بيد بعض زوار المسجد النبوي، ولم يقم الصحابة قط بكتابتها في أيام غزوة الخندق، وقد استند إلى مجموعة قرائن؛ منها أنه لم يكن لدى المسلمين متسع من الوقت لإنجاز مثل هذا النحت، وأن كتابة العبارة التي ورد فيها اسم النبي صلى الله عليه وسلم غير منسجمة مع ما ورد في كتب النبي ومعاهداته.
|
|