البحث في المجلة العنوان الدبلوماسية السوفييتية في الحجاز رقم السنة : الثالثة والعشرون
أختر نوع البحث المؤلف فيتالي ناؤومين التنصنيف البحوث رقم العدد : العدد الرابع
الاعداد السابقة

تناولت الدراسة الدبلوماسية السوفييتية نحو الحزيرة العربية بين سنتي 1923م و 1926م؛ بغية توضيح خلفيتها التاريخية وأطوارها وأبعادها ومراميها. وقد استهلت بعرض تاريخي للتحولات الطارئة في روسيا بعد ثورة أكتوبر سنة 1917، وموقفها تجاه التيار الإسلامي، وعلاقاتها وتقاربها ومعاهداتها مع إيران وأفغانستان وتركيا؛ خدمة لتوسيع نطاق اتصالاتها الدولية في الشرق، والانطلاق نحو بلدان الوطن العربي، وفي سياق أنشطة مؤتمر نوزان عامي 1922، 1923م أنشأ الوفد الروسي اتصالات مع الوفود العربية بما فيها وفد الحجاز، الذي طرح ممثله أمام غيورغي تشيشيرين مفوض مفوض الشؤون الخارجية الروسي قضية إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، واقترح شيشيرين تبادل المندوبين وفتح قنصلية روسية في جدة التي تعد في رأية قريبة من مكة مركز التجمع الفكري للعالم الإسلامي، مع التحفظ بأن تأسيس علاقات مع الحجاز لا يعني الاستعداد للاعتراف بشريف الحجاز خلفية؛ لأن فكرة الخلافة التي حاول الإنجليز دعمها بهدف الحيلولة دون تحقيق الدولة العربية الموحدة قد بدت للقيادة السوفييتية على أنها فكرة معادية لمصالح روسيا وحلفائها المحتملين في الشرق، وعُيِّن كريم حليموف في منصب القنصل العام في الحجاز، ووصل حبيب لطف الله إلى موسكو ممثلاً للحجاز، وحظي بترحيب يعكس تحمس السوفييت للعلاقات مع الحجاز، وفي سنة 1924م أعلن الشريف حسين عن توليه الخلافة الإسلامية التي ألغيت في تركيا، وأرسل برقية إلى الحكومة السوفييتية يبلغهم بذلك، ورأى الباحث فهد السماري أن موسكو أقامت علاقات دبلوماسية مع الحجاز مستغلة تدهور العلاقات بين الحجاز وإنجلترا في تلك الفترة. وعقب تتابع انتصارات الملك عبدالعزيز آل سعود، وتحوطا للعلاقات السوفييتية مع منطقة الدراسة، سعى السوفييت إلى إقامة اتصالات مع الملك عبدالعزيز، وكلِّف القنصل السوفييتي بإقامة اتصال معه، وتواصل هذا المسعى بقوة بحلول خريف سنة 1925م؛ وفي 16 فبراير سنة 1926م اعترف السوفييت بالدولة السعودية، واعترفوا بالملك عبدالعزيز ملكا للحجاز وسلطانا لنجد وملحقاتها، وعدوا أنفسهم مرتبطين بعلاقات دبلوماسية عادية مع الحكومة السعودية؛ وبذا تكون المملكة العربية السعودية، أول دولة عربية أقام الاتحاد السوفييتي العلاقات معها. وتوصلت الدراسة إلى أن السياسة الذريعية للاتحاد السوفييتي في الجزيرة العربية كانت متنساقة مع موقف القيادة السوفييتية تجاه أقطار المشرق عامة، وأن هذه القيادة قد رأت في الحركات الوطنية التحررية لأمراء جزيرة العرب مناهضة لسيطرة الإنجليز، وذلك أمر مهم للسوفييت.