الاعداد السابقة
|
تنزع القصيدة بدءاً من لون شعري مدحي، يستلهم الشكل الخليلي عبر نموذجه العربي التراثي الحاضر في وجدان المبدع العربي وبيانه، والقصيدة تمثل لوناً من ألوان التواصل بين المتلقي الممدوح المتمثل في الملك سعود(1) والمرسل وهو الشاعر طاهر الزمخشري(2)، رحمهما الله. وتحمل الرسالة(3) إلى جانب تشكيلاتها الفنية مضامين تتجه إلى المزاوجة بين استحضار القصيدة النموذج "نونية ابن زيدون" في التشكيل الخارجي عبر الوزن والقافية والغزل والمديح، وظهور رؤى الشاعر الخاصة، وإضافاته المتنوعة التي أثبتت أن القصيدة لا تسير على غرار كثير من القصائد(4) التي عارضت القصيدة النموذج "نونية ابن زيدون" في ترسم لونها، ومسايرته رغم اختلاف التجارب وتنوعها، ولا شك أن الشاعر يملك أداة شعرية متميزة أظهرت تميزه وحضوره، فهو شاعر يملك لغة شعرية استمدها عبر قراءة واعية للتراث العربي الإبداعي، إلى جانب موهبة حية وثقافة وحسن توظيف لذلك كله، ولذا لا غرابة أن يعده بعض النقاد من الشعراء الذين يجددون ببطء وتؤدة، ويقدمون رجلاً، ويؤخرون أخرى(5). وربما كان إبداع الشاعر الذي ينطلق من التراث ويجدد فيه هو ما دعا عبدالله عبدالجبار إلى وضعه ضمن شعراء الكلاسيكية الحية التي تمثل الموهبة والمحافظة على عمود الشعر أساسها لديه(6)، بينما يضعه الدكتور عثمان الصوينع ضمن شعراء الرومانسية الذين احتلت المرأة منزلة كبيرة عندهم(7)، ويراه الدكتور مصطفى إبراهيم شاعراً، يحمل قيثارة الرومانسية الحالمة، ويتشبث بالنمط القصيدي في وزنه وقافيته، ينوع ويجدد فيه، ولكنه أبداً لم يخض في بحر أسلم شعرنا العزيز إلى غير المرافئ الآمنة(8).
|
|