البحث في المجلة العنوان الروابط الأسرية عند الأنباط من خلال نقوشهم رقم السنة : الثالثة والثلاثين
أختر نوع البحث المؤلف فاطمة علي باخشوين التنصنيف البحوث رقم العدد : العدد الأول
الاعداد السابقة

تميز المجتمع النبطي بشيء من الترابط الأسري الذي يظهر من خلال استقراء نقوشهم لا سيما ‏النقوش الجنائزية في الحجر(1)، إذ حرص أفراد الأسرة وبخاصة القادرون منهم على تأمين مقبرة ‏تحويهم، وتحمي رفاتهم من عبث العابثين؛ مما يدل على معاني التكافل الأسري قبل وفاتهم ‏وبعدها. ‏‎ ‎كما ظهر هذا الترابط من خلال ما ذكره استرابو (‏Strabo‏) نقلاً عن صديقه الفيلسوف ‏أثينودورس (‏Athenodrus‏) عندما قال: "إنه رأى كثيراً من الرومان والأجانب الآخرين ‏يتجولون في المدينة، وأن بينهم منازعات قضائية أو فيما بينهم وبين المواطنين، ولكنه لم ير ‏وطنياً يقيم دعوى قضائية ضد مواطن آخر، وأنهم يعيشون في سلام فيما بينهم"(2). وفي موضع ‏آخر يقول عن الأنباط: "لقد كانوا لا يمتلكون عدداً وفيراً من العبيد، حيث إن أقاربهم ‏يقومون على خدمتهم أو يخدم الواحد منهم الآخر"(3).‏‎ ‎ومن خلال هذا البحث بالاعتماد على النقوش حاولنا تتبع مظاهر هذا الترابط في الأسرة ‏الواحدة واستعراضه، من حيث علاقة النبطي بوالديه وإخوته، ثم بزوجته وأبنائه وأحفاده، ‏ثم علاقته بباقي أقاربه من الورثة والنسب والصهر، بشكل يظهر بحق هذه اللحمة الأسرية عند ‏الأنباط.‏‎ ‎