الاعداد السابقة
|
صناعة المعاجم من فروع علم اللغة التطبيقي، ويتناولها الكاتب في هذه المقالة، مستهدفًا إيجاد "صلة وثيقة بين نتائج البحوث اللغوية الحديثة، والتطبيقات المعجمية بغية تحسين المعجمات الثنائية اللغة، وتمكينها من الإسهام في نهضتنا الحاضرة"؛ ولم يوثّق الكاتب المصادر التي أخذ عنها في هذه الدراسة اللغوية؛ وقد استهل مقالته بتوضيح موقع صناعة المعاجم بين علوم اللغة، ومنهجيتها، وتغطيتها؛ وأشار الكاتب إلى دراسته للمعجمات ذات اللغة الثنائية المتوافرة وما يعتورها من أوجه الضعف، الأمر الذي يبرز حاجتنا إلى وضع معاجم أفضل؛ ثم تطرق الكاتب إلى تصنيفه النوعي للمعجمات ذات اللغة الثنائية، وإلى أسس وضعها الآتية: إعداد المعجم ذي اللغة الثنائية إما لخدمة الناطقين بلغة المتن، أو لخدمة الناطقين بلغة الشرح؛ لأن احتياجات هذين الفريقين متباينة، ولا تؤدي محاولة الجمع بين مصالحهما إلا إلى صعوبات لغوية وفنية واقتصادية في صناعة المعجم، ثم اقتصار المعجم إما على اللغة الفصحى فقط أو اللغة العامية فقط؛ لأن الفروق الصوتية والصرفية والإعرابية واللفظية بينهما تجعل جمعهما في معجم واحد عملية مربكة للمعجمي وللقارئ على حد السواء، ثم تصنيف المعجم إما لاستيعاب اللغة الأجنبية المنطوقة أو المكتوبة، وإما للتعبير بها شفويًا، أو تحريريًا، ذلكم أن متطلبات هاتين المهارتين متباينة، ثم تخصص المعجم لوصف اللغة إما على الوجه الذي هي عليه الآن، أو كما كانت عليه في فترة سابقة، لذا فإنه لا يجوز الخلط بين الفترات المختلفة للغة في معجم ثنائي اللغة إلا إذا كان هذا المعجم قد أُعدَّ للمتخصصين في فقه اللغة وتاريخ تطور المفردات؛ ولقد عالج المؤلف موضوع صناعة المعجم على ضوء هذه الأسس، وحدّد علاقة النحو بالمعجم تحديدًا يعين على معرفة المعلومات النحوية التي تدخل ضمن وظيفة المعجم، وأشار الكاتب إلى ما يعتور الوصف اللغوي في المعجم الراهن من نقص؛ إذ حيث تكتفي المعجمات عادة بتسجيل أقسام الكلام التقليدية فحسب، مما يُظهر الحاجة إلى تحسين المعلومات النحوية والصوتية والدلالية في المعجم ذي اللغة الثنائية كمّاً وكيفًا لمساعدة القارئ على استيعاب اللغة الأجنبية والتعبير عنها، وإلى تطوير الشواهد والإيضاحيات.
|
|