الاعداد السابقة
|
دراسة تاريخية أثرية عن ميناء الجار، هدف كاتبها إلى التعريف بموقعها وأهميتها وخصائصها، واستهل بوصف الموضع، وأشار إلى أن الجار كانت مدينة محصنة بثلاثة أسوار، ويحيط بها البحر من الجهة المتبقية، وبها دور شاهقة وسوق عامرة، ويحمل الماء إليها من بدر، وينسب إليها جماعة من المحدثين مثل سعد الجاري، وعبدالملك الجاري، وقد ضعف شأن ميناء الجار منذ القرن الرابع الهجري، وفي أواخر القرن السادس الهجري بدأ أمر الجار يضمحل وصار حجاج مصر والمغرب يركبون البحر من عيذاب إلى جدة، والجار هي البريكة حاليًا، ويستخدمه في الوقت الحاضر الصيادون من ينبع، وترسو فيه السفن الشراعية القادمة من جدة إلى ينبع، وقد اهتم الخلفاء الراشدون بهذا الميناء بعد أن تم للمسلمين فتح مصر. وتشير أطلالها الأثرية إلى أنها كانت مدينة مهمة من مدن الحجاز التي كانت مزدهرة وحافلة بالقصور، ولم تكن تجارتها منحصرة في الجزيرة العربية فحسب، بل مع الغرب والشرق، فكان الغرب يحمل إليها تجارته فيصرفها على الشرق، وكان الشرق يحمل إليها تجارته فيصرفها إلى الغرب، وقد ضاقت مساحة المدينة بسكانها فأخذ العمران ينتشر خارج أسوارها، وكانت ميناء مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم في صدر الإسلام، وكانت مدينة ينبع فيما بعد بديلاً عن الجار في المنطقة، وقد قام حمد الجاسر وعبدالقدوس الأنصاري برحلات إلى منطقة الجار ووصفاها، وكانت زيارة الجاسر سنة 1390هـ، وقد وصف جزيرة قراف التي هي بحذاء الجار أو البريكة الحالية، ثم كانت زيارة الأنصاري سنة 1931م، وقد وصف أيضًا الجزيرة ?المذكورة وذكر بأنها جزيرة كبيرة فيها صخور عظيمة وتعرف الآن ?باسم "السلِّجيِّة".
|
|