الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب ظهور الجيش الإسلامي بوصفه مؤسسة نظامية من عهد الخليفة عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ الذي أمر باتخاذ ديوان الجند مستهدفًا بيان ظروف نشأته، ووضع قيادته، واهتمام الدولة به، وفئاته وتكوينها، وتمويله وتموينه، ومهامه، وأسلحته. وقد رجع إلى القرآن الكريم، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيرة الشريفة، ومصادر التاريخ السياسي والعسكري الإسلامي، والفتوحات الإسلامية. واستهل بتوضيح مضمون آية الإذن بالقتال التي نزلت في ظروف بيعة العقبة الثانية، وتعريف لفظ الجيش الذي يُطلق على الجند كما يطلق على جماعة الناس في الحرب أو السائرين إلى الحرب أو غيرها، وأتى على نشوء الجيش، فذكر أنه في بيعة العقبة الثانية تناولت الاتفاقية مسألة حماية الرسول صلى الله عليه وسلم من الأعداء، وعندما هاجر إلى المدينة نظم فيها أمر حماية المدينة باشتراك المسلمين من المهاجرين والأنصار بالإضافة إلى جماعة اليهود، ولكن لم يوجد هناك جيش منظم. ثم تأسس ديوان الجند عام 15هـ، وقيل: عام 20هـ في عهد عمر، وجعل للجند رواتب وإعاشة مفروضة لأولادهم، فصار الجيش مؤسسة مستقلة، وكان الخليفة بحكم ولايته العامة قائدًا للجيش، وكان الخليفة ينيب عنه لقيادة الجيش من رآه أهلاً لذلك. وتوالى اهتمام الدولة الإسلامية بالجيش وتنظيمه، وكان الجيش من الجنود النظاميين، والمتطوعة. وتزايدت قوة الجيش وعدد أفراده الذين قد يتجاوزون مئة وعشرين ألفًا، وكان معظهم من العرب، فلما اتسعت الفتوحات الإسلامية شارك المسلمون من البلاد المفتوحة في الجيش. وكانت مهمة الجيش الأساسية القتال لنصرة دين الله وإعلاء كلمته. وقد تطورت أساليب القتال وأسلحته، وقد حضَّ الإسلام على إعداد العدة ورباط الخيل في سبيل الله، واختتم الكاتب مقالته ببيان عوامل تراجع قدرة الجيوش الإسلامية عما كانت عليه من قبل.
|
|