الاعداد السابقة
|
هدفت الدراسة إلى توضيح الخصائص الجيومورفولوجية لأنظمة التصريف المائي بهضبة نجد بوصفها من أهم الظاهرات المميزة لسطح الأرض بها، وقد اعتمدت على العديد من الملاحظات الميدانية من خلال زيارات متكررة لعدد كبير من الأودية المدروسة، ومنها مجموعة روافد وادي حريملاء ووادي الركبة شمال بلدة القصب، ووادي لبن الذي ينتهي إلى الجنوب الغربي من مدينة الرياض، ووادي الغيل بمنطقة الأفلاج، ووادي البرك بمنطقة الحوطة، وقد ركزت الدراسة على التحليل المورفومتري لخمسة أحواض. وقد درست الخصائص المورفولوجية العامة لأودية هضبة نجد التي تعدّ أكبر هضاب شبه الجزيرة العربية، وصخورها رسوبية أهمها تكوينات المانجور الرملية التي تتخللها رقائق طفلية وطينية ترسبت خلال الفترة الممتدة من أواخر العصر الترياسي حتى منتصف العصر الجوارسي، وتليها إلى أعلى تكوينات المارات، تعلوها تكوينات طفلية جيرية تغطيها طبقات من الحجر الجيري الصلب، تليها تكوينات أحدث من الطفل والحجر الجيري، وبوجه عام تتميز الهضبة ببساطة التركيب الجيولوجي وندرة الصدوع والفوالق مما يدل على ثباتها ووصولها إلى مرحلة النضح الجيومورفولوجي، على العكس من النطاق الغربي الذي تتخلله الصدوع. وتعد شبكات التصريف المائي في هضبة نجد من حيث أشكالها وأحجامها وكثافتها ظاهرات نهرية موروثة تعكس ظروف النمط المناخي القديم الرطب بالإضافة إلى تأثرها بخصائص صخور المنطقة. وقد درس شكل أحواض التصريف المائي للأودية المدروسة، وتبين تأثّره بالخصائص الأخرى لحوض التصريف مثل نوع الصخر، ومستوى الانحدار، كما تبين أن أنماط شبكات التصريف تضم النمط الإشعاعي، والنمط المستطيل، والنمط المتوازي، والنمط الشبكي، والنمط الشجري، وقد درست تضاريس أحواض الأودية. وانتُهي إلى أن دراسة أحواض أودية هضبة نجد قد دلَّت على أن نظم التصريف المائي بها تعكس ظروف بيئة صحراوية جافة، وأنها اكتسبت خصائصها الحالية من ظروف مناخية مطيرة سادت المنطقة منذ أكثر من خمسة وعشرين ألف سنة وأسهمت في تشكيل سطح هضبة نجد وغيرها.
|
|