الاعداد السابقة
|
درس الكاتب طريق النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر مستهدفًا بيان معالمه، وأسماء محطاته، وقراه، ووديانه، وشعابه، وعيونه، وآباره، وآثاره، وأخباره، وتوضيح ما آل إليه مصير الطريق حديثًا، وقد رجع الكاتب إلى سيرة النبي # والمصادر التاريخية والجغرافية، ومعجمات البلدان التي تناولت منطقة الدراسة. وقد استهل مقالته بوصف الطريق التي كانت أقصر الطرق السهلة والآمنة إلى بدر، حيث تنحدر عبر الوديان التي تتخلّل سلسلة جبال السروات متجهة نحو البحر متيحة سهولة الممشى والمستراح للراجل والراكب، والمرور الآمن ووفرة الماء، وكثرة الشجر والعشب، وكانت الطريق تُقاس بالبريد، والبريد أربعة فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال، والميل أربعة آلاف ذراع، أي اثني عشر ميلاً بمقاييسنا المعاصرة، وكان طول الطريق بين المدينة وبدر في رواية ابن سعد ثمانية بُرد، بينما يذكر ياقوت أن المسافة سبعة برد وهي الأقرب للحقيقة، وما زال هذا الطريق منذ القديم يربط بين المدينة وبدر، ومن خلفه بندر ينبع ميناء المدينة المنورة بعد ميناء الجار على البحر الاحمر، وكان حتى عهد قريب جزءًا من الطريق السلطاني المشهور بين المدينة ومكة، ويستمر الطريقان متحدين صقعًا ووضعًا حتى محطة المنصرف (المسيجيد) فيفترقان، أحدهما يتجه صوب بدر والآخر نحو مكة، ولذلك فإن عددًا من الخلفاء والسلاطين قد سلكوا هذا الطريق في العصور الإسلامية، ويقع على الطريق عدد من المواقع التاريخية التي كانت منازل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين من بعده، وما زال أكثرها يحمل الأسماء الأولى دون تغيير فيها، ومنها: ذو الحليفة، والبيداء، والصلصل، والحفير، وسمهان، وتربان، وملل، وغميس الحمام، وصخيرات اليمام أو الثمام، والسيالة، والروحاء، وشنوكة، والنازل، والمضيق، وذفران، ومسجد العريش، والشهداء، وميدان المعركة، والبئر، والقليب، والعدوة الدنيا، والعدوة القصوى، وبليل.
|
|