الاعداد السابقة
|
تناولت الدراسة علاقة المتغيرات الجغرافية والبيئية بنشاط الدعوة الإسلامية، وهدف كاتبها إلى توضيح أهمية هذه المتغيرات وآثارها وتوظيفها في خدمة الدعوة الإسلامية. وقد اعتمد على المعلومات المتصلة بموضوعها في القرآن الكريم، ثم في المصادر الجغرافية والتاريخية، واستقراء حالات الدعوة وانتشار الإسلام في الأدبيات المنشورة. وقد تناولت: المفاهيم الأساسية المتصلة بموضوعها وهي: الدعوة، والمكان، والبيئة، فعرّف الكاتب الدعوة وبين خصائص الدعوة الإسلامية بصفتها دعوة إلى الله، وأنها واسعة سعة الكون وعالمية تخاطب الناس كافة، ثم عرف المكان وعلاقته بالموقع وتطرق لموقع منطقة الشرق العربي المتوسط الذي أتاح له الوساطة التجارية من جانب، والدعوة والبلاغ الفكري والروحي والاجتماعي من جانب آخر، وكان مهبط الديانات الثلاث بحقٍّ أوفق مكان؛ لكي تنتشر منه تلك الديانات إلى بقية أصقاع العالم، ثم وضح الكاتب مفهوم البيئة وتنوع عناصرها البشرية والطبيعية وتداخل علاقاتها وتباين خصائصها من منطقة إلى أخرى وأهمية أخذ ذلك في الحسبان في تطوير أساليب الدعوة الإسلامية. ثم تناول النظام المكاني لحركة الدعوة الإسلامية وتطرق إلى تدفق المعلومات في مجالات الجغرافيا البشرية، وتطرّق إلى نمطية الدائري والانتشاري ومضامينهما ونماذجهما في إطار الاتصالات والدعوة. وتناول علاقة الظروف البيئية بالدعوة الإسلامية وبحث في علاقة ظروف البيئة الطبيعية كخصائص الموقع وسطح الأرض والمناخ والبيئة الحيوية وأهمية إلمام الداعية بها والتكيف معها لممارسة نشاطه بنجاح، ثم بحث الظروف البيئية البشرية وبخاصة ما اتصل منها بتوزيع السكان المستهدفين بالدعوة، وما اتصل بالخصائص الاجتماعية والثقافية لهم واختيار منهج الدعوة الملائم على ضوئها، والظروف البيئية الاقتصادية وآثارها. وفي الخاتمة أبرز وجود علاقة وثيقة بين الدعوة، والمكان والبيئة، وقد أبرز نشاط الدعوة الإسلامية لكونه نظامًا انتشاريًا إشعاعيًا متجددًا، وأوضح ضرورة أخذ اختلاف الظروف البيئية في الحسبان في اختيار منهج الدعوة الملائم لكل منها.
|
|