الاعداد السابقة
|
تناولت الدراسة سيرة الشيخ أبي محمد عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسين بن حميد، للتعريف بحياته ونسبه وصفاته وأعماله وعلمه وعلاقاته وتلاميذه ومكتبته ومؤلفاته وبنماذج من رسائله وفتاواه، واستهلت ببيان مولده عام 1329هـ في الرياض، ونشأته في بيت دين وعلم، وتحصيله العلوم الشرعية والعربية والأدبية وتطرقت لتوضيح معالم شخصيته وسجاياه، واتصافه بالذكاء وقوة الحافظة والوقار والهدوء والأناة والحلم والصلاح والعفة والورع. ووصفت الشيخ عبدالله أستاذا ومدرسا وبيّنت طريقته في التدريس منذ عام 1356هـ عندما بدأه في مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم، وكان له حلقاته العلمية في مسجد ناصر في المجمعة، وفي الجامع الكبير في بريدة، وعندما انتقل إلى مكة المكرمة عام 1384هـ عقد حلقة تدريس بين المغرب والعشاء خلف مقام إبراهيم ركزَّ فيها على التوحيد والأحكام، وكانت الدروس التي يلقيها علي نوعين، أما النوع الأول منهما فيشمل أمهات المتون كمختصر المقنع، وألفية ابن مالك في النحوه والبيقونية في مصطلح الحديث، والرحبية في علم الفرائض، وأما النوع الثاني فيشمل المطولات في الحديث وشروحه والعقائد والفقه والتفسير والتاريخ والأدب، ومنها صحيح البخاري وشرحه فتح الباري، وتفسير ابن كثير، والمغني لابن قدامة، والفتاوى المصرية، وكتاب الإيمان، ومدارج السالكين، وأوضحت سمات شخصيته العلمية الوقورة. وتناولت عمله في القضاء في الرياض، فالمجمعة، فالقصيم. وفي عام 1372هـ انتدبه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى الحجاز، للنظر في قضايا مختلفة عسر البث فيها وطال فيها النزاع؛ وفي عام 1384هـ عين رئيسا عاما للإشراف الديني على المسجد الحرام، وقد استصدر الموافقة السامية على إنشاء مكتبة عامة في بريدة. وكانت للشيخ جهود ومساع مشكورة في إعادة ترميم كثير من المساجد في منطقة القصيم.
وعندما رأى الملك فيصل -رحمه الله- الحاجة إلى إنشاء جهاز خاص يدير شؤون المسجد الحرام اختار الشيخ عبدالله لإدارته، وسمي الجهاز الرئاسة العامة للإشراف الديني على المسجد الحرام، ثم ولاه الملك خالد -رحمه الله- رئاسة مجلس القضاء الأعلى، وظل في منصبه حتى وافاه الأجل عام 1402هـ.
وعرفت بتلاميذه ومكتبته وبالكتب المطبوعة بمشورته أو إشرافه أو تقديمه ونماذج من رسائله وفتاواه.
|
|