الاعداد السابقة
|
درس الباحث خلفيات الهجرة الداخلية بوصفها أحد مظاهر التغير الاجتماعي لمدينة الهفوف في منطقة الإحساء، هدف إلى كشف أسباب الظاهرة المدروسة التي تعاني منها جميع المدن السعودية المعاصرة من خلال بحث التغير في نمط المعيشة التي مرت بها الأسرة السعودية وانعكاساتها على البيئة العمرانية المعاصرة. وقد استندت الدراسة إلى مجموعة من الفرضيات وهي: ان كبر حجم العائلة يؤدي إلى انتقال السكان من مساكنهم، وان الرغبة في تملّك مسكن كبير جديد شجع العديد من الناس على الهجرة إلى الأحياء الجديدة، وان الانتقال من المساكن القديمة قد حدث بسبب حالة البناء للمسكن والبيئة المحيطة به وعدم تلبيته للاحتياجات المعاصرة. وقد استخدم الباحث الدراسة الميدانية التي ابتدأت بالملاحظة والرصد لمنطقة الدراسة ، وتوسلت بالاستبانة والمقابلة مع الأسر التي انتقلت من الأحياء القديمة، والتي ما زالت تقرّ فيها كذلك ، وشملت عينة الأسر المدروسة أربعين أسرة. وقد كشف تحليل المعلومات المجموعة عن ارتباط مراحل التغير الذي طرأ على النسيج العمراني في مدينة الهفوف بوثاقة بالتغير الاجتماعي الذي أخذ مكانه في المدن السعودية عامة، وان التغير في المسكن ملازم للتغير في النسيج الحضري ، وان الفترة من الخمسينات إلى السبعينات تعدّ فترة التغير الجذري في المجتمع السعودي ، وتزايد الطلب على السكن نتيجة للهجرة الجماعية، وان الغالبية العظمى ممن انتقلوا من الأحياء القديمة قد غادروها بسبب التغيرات الأسرية والرغبة في امتلاك مسكن حديث وواسع، وضيق المسكن التقليدي وعدم ملاءمته، بينما كانت الحالة الاقتصادية سببًا لبقاء أكثرية الأسر في الأحياء القديمة التي اتسمت ببساطة مبانيها والعلاقات الطيبة بين سكانها . وخلص الباحث إلى ضرورة تطوير أوضاع المساكن التقليدية والخدمات المقدمة لها .
|
|