الاعداد السابقة
|
تناولت الدراسة ظاهرة التغليب في اللغة العربية للتعريف بها وبمواضيع التغليب وأقسامه، وقد رُجع في إعدادها إلى كتب النحو، والبلاغة، والنقد الأدبي. واستهل بتعريف التغليب الذي يعني في النحو اشتراك كلمتين في اللفظ واختلافهما في المعنى، أو اختلافهما في اللفظ والمعنى، يراد بأحدهما معنى، وبالآخر معنى يخالفه على سبيل الحقيقة أو المجاز، فيعطى أحدهما حكم غيره، أو بمعنى آخر يغلّب أحدهما على الآخر بإطلاق لفظه عليهما إجراء للمختلفين مجرى المتفقين، بشرط وجود تقارب بينهما في المعنى، وقد يكون التشارك في المعنى، فيطلق تغليبًا على غيره لوجود قرينة. وأما مواضيع التغليب فيكون إما لفظيًا وإما معنويًا، واستعمل التغليب اللفظي في ألفاظ المثنى التي تكون في الحقيقة ملحقة بالمثنى، وتثنيتها على سبيل التغليب، وقد يغلب تارة المذكر، وتارة الأقوى والأقدر، وتارة الأعظم، وتارة الأخف لفظًا أو الأشهر، ويكون تخالف اللفظين تغليبًا حقيقيًا كما في : الأبوين، الوالدين، العمرين، القمرين، البحرين... إلخ، وإما مجازيًا كما في الجمل الآتية: العلم أحدُ اللسانين، والحمية أحد الموتين، واللبن أحد اللحمين. ويرى الزركشي أن التغليب جميعه من باب المجاز، لأنه وضع اللفظ في غير موضعه، ويرى غيره أنه مشترك ما بين الحقيقة والمجاز. ويرى جمهور النحويين أن التغليب خاص في ألفاظ المثنى والمجاز. ويرى جمهور النحويين أن التغليب في ألفاظ المثنى منه خاصة مقصور على ما ورد عن العرب وسمع منهم، ويرجح النظر إلى التغليب على أساس أنه قياسي، مع ضرورة وجود قرينة معنوية. وانتهت الدراسة إلى أن التغليب ظاهرة لغوية نحوية بلاغية تدل على خاصية الإيجاز في اللغة العربية، والإيجاز أسلوب تعبير رفيع يعبر عن معاني كثيرة بألفاظ قليلة، والتغليب نوع من الإيجاز.
|
|