الاعداد السابقة
|
دراسة تاريخية لتطور العلاقات البريطانية تجاه الحبشة، والأطماع الإيطالية في المنطقة، وموقف القوى المحلية من الحرب الإيطالية الحبشية، خاصة المملكة العربية السعودية التي تمتلك شواطئ طويلة على ساحل البحر الأحمر الشرقي، وتقع الحبشة على ساحله الغربي، كما أن المملكة دولة إسلامية رائدة تتشرف بوجود الحرمين الشريفين فيها وتهتم بشئون المسلمين بما فيهم المسلمون في الحبشة. واستهلّ الكاتب بتوضيح أطماع إيطاليا بالحبشة، حيث غزتها في أكتوبر سنة 1935م متحدية ميثاق عصبة الأمم، فقرّرت العصبة تطبيق المقاطعة على إيطاليا لاعتدائها على الحبشة والامتناع عن مدها بالسلاح والمعادن والبترول، ورفضت دول كثيرة حظر تصدير هذه المواد لإيطالية مما جعل من قرار المقاطعة مهزلة. والتزمت المملكة العربية السعودية سياسة الحياد من الحرب الإيطالية الحبشية، وعندما صدر مرسوم إيطالي في الثاني عشر من مايو سنة 1936م يقضي بأن المناطق التي كانت تابعة للحبشة قد أصبحت تحت سلطة ملك إيطاليا، لم تعترف المملكة بهذا المرسوم وكانت تحتفط بعلاقات متوازنة مع إيطاليا، فعقدت معها صفقة تجارية لبيعها اثني عشر ألف بعير وعرضت إيطاليا أن يكون دفع قيمتها أسلحة، وقبلت المملكة فيما بعد عرضًا إيطاليًا بمنحها ست طائرات، عقب تأكيد القائم بالأعمال الإيطالي (بيرسكو) رغبة بلاده في تطوير الطيران بالمملكة بعد تدريبهم للطيارين السعوديين.
وتأكيدًا لسياسة الحياد التي التزمتها المملكة فقد استقبلت وفدًا أثيوبيًا وأبدت رغبتها في تطوير العلاقة مع أثيوبيا، وتلقت المملكة تأكيدات أن الإيطاليين لن يعيقوا مسلمي الحبشة في أداء فريضة الحج.
|
|