الاعداد السابقة
|
دراسة آثارية للكتابة التذكارية الموجودة على حجرين في مسجد البيعة قرب العقبة التي هي حدّ منى من جهة مكة، هدف كاتبها إلى الكشف عن تاريخ هذه الكتابة ومضامينها وخصائصها، وقد رجع إلى مصادر تاريخ أم القرى والمسجد الحرام وعمارته وكتب السيرة النبوية والصحاح بالإضافة إلى الملاحظة المباشرة للمادة المكتوبة المبحوثة. ومهّد بتوضيح الخلفية التاريخية المتصلة بها، فتحدث عن موقع مسجد البيعة، وبيعة العقبة، ثم تناول مسجد البيعة وإجماع المراجع على أنه سمي بهذا الاسم لوقوعه في شعب العقبة حيث التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل يثرب من الأوس والخزرج، ثم تطرق إلى بيعات العقبة الثلاث، وأكّد أهمية بيعة العقبة الكبرى بينها حيث تمت بحضرة العباس بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وخصّ المؤرخون بالذكر هذه البيعة التي حضرها العباس، ذلك أنه لم يُعن أحد بإقامة مسجد في تلك البقعة بالعقبة قبل ظهور الدولة العباسية التي أرادت أن تبرز دور العباس الذي تنتسب إليه، واستمدت منه ما رأته من أحقيتها في الخلافة في توطيد مركز الدين الإسلامي بالمشاركة في بيعة العقبة الكبرى التي كان لها أثر مهم في تاريخ الدعوة الإسلامية. ثم تطرّق لعناية المؤرخ تقي الدين الفاسي بالتأريخ لهذا المسجد ووصفه، وإشارته إلى أن فيه حجرين سُجل على الحجر الأول منهما معلومات عن أمر أمير المؤمنين ببناء مسجد العقبة، وسجل على الحجر الثاني تعريف بمسجد البيعة وتاريخ بنائه سنة 244هـ، كما ذكر أن أبا جعفر المنصور هو الذي أمر ببنائه، وأن المستنصر العباسي قد عمره، وأشار الكاتب إلى أن سنة 244هـ إنما تقع في حكم المتوكل وليس أبا جعفر، كما أشار إلى أن المتوكل لم يبنه ولكن قام بتعميره، وأن أبا جعفر أمر ببنائه سنة 140هـ، وقد زار الكاتب مسجد البيعة، ورأى أن الحجرين الموصوفين آنفًا ما يزالان موجودين، ثم عرض نص الكتابة عليهما، وكذلك الكتابة التذكارية التي ترجع إلى العصر العباسي وهي موجودة على أربع أسطوانات سجل عليها تاريخ زيادة الخليفة المهدي العباسي بالمسجد الحرام، وكانت أعظم زيادة منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد وصف الكاتب الأسطوانات وعرض نص الكتابات عليها.
|
|