الاعداد السابقة
|
يعالج الكاتب علم البيان العربي، ويهدف إلى توضيح محتواه وعلاقته بالبلاغة، وأقسام الدلالات ومعالجة عبدالقاهر الجرجاني والعلماء المتأخرين للدلالة الوضعية ومنزلة التشبيه من البيان، وقد استند الكاتب إلى مصادر عن إعجاز القرآن، وعلوم البلاغة واللغة والمعاجم العربية. واستهل الكاتب بتناول معنى البيان في اللغة والبلاغة؛ فأورد أن عبدالقاهر أطلق البيان على البلاغة، وعدّ آخرون البيان جانبًا من البلاغة، وظهرت بوادر هذا التناول في كشاف الزمخشري، ثم حصر أبو يعقوب السكاكي البلاغة في علمي المعاني والبيان وما يتبعهما، وعرف علم البيان "بأنه إيراد المعنى الواحد في طرق مختلفة بالزيادة في وضوح الدلالة عليه، وبالنقصان ليحترز بالوقوف على ذلك عن الخطأ في مطابقة الكلام لتمام المراد منه". ثم تناول الكاتب الدلالات وأقسامها ومنزلتها من البلاغة والبيان، وعرض رأي السكاكي في تقسيمها إلى دلالة وضعية وأخرى عقلية، وذكر أن الوضعية تتحدد عندما تكون اللفظة موضوعة لمفهوم أمكن أن تدل عليه من غير زيادة ولا نقصان بحكم الوضع، وتتحدد الثانية متى ما كان للفظة مفهوم متعلّق بمفهوم آخر يُدَلّ عليه بوساطة ذلك التعلق بحكم العقل، وقسم عبدالقاهر الدلالات أيضًا إلى وضعية ومعنوية، وذكر أن الدلالة المعنوية تتوسل بالاستعارة والكناية والتمثيل. وناقش الكاتب الدلالة الوضعية وعرض رأي السكاكي في أن إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه لا يتأتى بالدلالة الوضعية بل بالدلالة العقلية، كما عرض رأي عبدالقادر في أن الألفاظ لا تفيد حتى تؤلف ضربًا خاصًا من التأليف ويعمد بها إلى وجه دون وجه من التركيب والترتيب، وأن أي تغير في نظم الكلام يدل على تغير في معناه. وتطرق الكاتب إلى منزلة التشبيه في علم البيان، وبيّن أن السكاكي قد جعل التشبيه بابًا في البيان، وأن عبدالقاهر قد ذكر أن التشبيه قياس واستنتج الكاتب أن مبحث الدلالات قد تأثر فكر العلماء المتأخرين فيه بالمتقدمين، وأن صلته قوية بالبلاغة، وهو يصلح مدخلاً للبلاغة وليس البيان
|
|